بقلم دكتور / خالد الجندي
الأمل والتفائل هما زهرة الحياة، فبهما تزداد رونقاً وجمالاً، ويبعثان نوراً يضيئ طريقنا، ويمنحنا القوة والعزيمة للاستمرار، ويمنحاننا نظرة إيجابيّة تبعث في النفس الطمأنينة والراحة، ويشعراننا أن كلّ شيء ممكن، لذلك لم أجد أجمل من هذه العبارات التي تدل على التفائل والأمل:
رغم المآسي لا نملك إلا أن نبتسم، فقد لا تُساوي الحياة شيء لكن لا شيء يساوي الحياة. لا تكسر أبداً كلّ الجسور مع من تحب، فرُبما كتبت الأقدار لكما لقاء آخر يُعيد الماضي، ويصل ما انقطع، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربّما ينتظرك عمر أجمل.
إنَّ الرزقَ مقسومٌ، وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ، فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ، وغَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ. لو شعرت بِبُعد الناس عنك أو بوحشة أو غربة، فتذكر قربك من الله . كل عسير إذا استعنت بالله فهو يسير .
إذا حوصرت بالأوهام والوساوس والقلق والمخاوف، فاجعل لسانك رطباً بذكر الله. الزم الابتسامة المشرقة، فهي بوابتك لكسر الحاجز الجليديّ مع من حولك. إن ّالغروب لا يحول دون شروق جديد .
الأمل والتفاؤل أمران متلازمان، يُشعلان في القلب فتيلَ الحياة ويجعلان لها معنى، فالأملُ هو جزء من التفاؤل وتابع له، لأنّ الأمل يأتي كنتيجة طبيعية للتفاؤل، وحين يتفاءل الشخص يشعر بأنّه يأمل في فِعل الكثير من الأشياء، ويرى في الحياة ألوانها الورديّة التي تُعيد له الشغف والإقبال على العمل والطموح وتحقيق الأهداف، كما أنّ الأمل والتفاؤل يُساندان الإنسان في حياته، وينتشلانه من الأحزان، ويُساعدانه في بذل جهده لتحقيق غاياته، على عكس اليأس والتشاؤم اللذان لهما تأثيرٌ سلبيٌّ في حياة أيّ شخص.
يستطيع الإنسان أن يحيا بالأمل والتفاؤل وأن يجعل لحياتِهِ معنى فيهما، بشرط أن يكون أمله مبنيًّا على أسسٍ سليمة، وأن يكون تفاؤله نابعًا من إيمانٍ مطلق بأنّ كل شيء بأمر الله تعالى، وأنّ الحياة لا بدّ أنّ يكون لها جانبها المشرق الذي لا يزول، حتّى وإن غرقت أحيانًا في الظلام الدامس، وعلى الإنسانِ أن يُفتش عن بصيص الأمل والتفاؤل في كلّ تفاصيل حياته، وأن يصنعَ لنفسِه كيانًا يكون بمثابة منارة للتفاؤل والأمل، وأن يتجنّب الأشخاص السلبيّين الذي يسرقون طاقة الأمل والتفاؤل ويزرعون النفس بالسلبية، لأنّ هؤلاء أعداء الحياة، ولا يُحبون أن يرَوْا غيرهم يتنعمون بالأمل أو التفاؤل، لأنّهم يعلمون جيدًا ماذا يعني أن يكون الإنسان صاحب رؤية مليئة بالأمل ومزينة بالتفاؤل.