بقلم: سماح رضا
يعرف الانتحار بأنه القتل المتعمد للنفس من قبل صاحبه, حيث يقوم الفرد بقتل نفسه عمدًا وذاتيًا، من أهم أسبابه العامل النفسى، ويؤكد فرويد أن الانتحارهو عدوان تجاه الداخل، وهناك علماء آخرون عرفوه بثلاثة أبعاد، ألا وهى الرغبة في القتل (للنفس)، والرغبة في الموت، والرغبة في أن يتم قتله بواسطة نفسه لاغير ودون إخبار الأخرون عن طلب للمساعدة لما يتعرض له من إلام نفسى ومعنوى؛ ولا يزال الانتحار أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، أي ما يعادل وفاة واحدة من كل 100 وفاة.
واظهرت مقاطع فيديو كثيرة بوسائل التواصل الاجتماعي بعد ذلك، صورا لشباب وفتيات في سن العشرين أو أقل من ذلك ,ومنهم طلاب كليات القمم وطلاب في سن المراهقة ب مراحل التعليم الثانوى.
وهذه الحوادث ليست الأولى في غضون بضعة أيام فقط في مصر، ولكنها أحدثت صدى واسعا في المجتمع المصري، وفي وسائل الإعلام المحلية, كما رصدت عدة تقارير محلية عددا من حوادث الانتحار في محطات مترو الأنفاق خلال العام الماضى، مما دفع الهيئة المسؤولة عن إدارة وتشغيل المترو إلى مناشدة المواطنين عدم الإقدام على هذا الأمر.
وكانت الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة المصرية أطلقت مبادرة بعنوان “حياتك تستاهل تتعاش” في محطات مترو الأنفاق، في شهر أبريل، لمواجهة الأفكار الانتحارية التي يمكن أن تكون لدى البعض.
ولاسيما, يجب مواجهة ظاهرة الانتحار، ورفع الوعي بين أبناء المجتمع بأسباب الانتحار، وخطورته، بالإضافة إلى طرق التصدي له.
وإنتشرت تساؤلات عديدة تثير الفكر بين الأشخاص عما قد يدفع شباب متفوقين دراسيا ولا يزال في العشرين من العمر إلى بشاعة وقبح اللجوء إلى فعل الانتحار والإستهانة إلى الإنحدار إلى ايزاء النفس التى يجب المحافظة عليها, لإنها بإختصار ليست ملكا لنا فهى أمانة من الله,وقال تعالى من (سورة النساء): “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”.
ويشدد أساتذة علم النفس إلى دور المؤسسات الدينية في بثّ القيم الرفيعة، وإلى أهمية الدور المنوط بالرموز الإسلامية في مواجهة هذه المشكلة.
وينبه علماء الإجتماع بضرورة أن تكون هناك سياسة إعلامية تؤكد أهمية وقيمة الطب النفسي، وتصور الطبيب النفسي بالشكل اللائق، وتشجيع الناس على اللجوء إليه عند الحاجة.
ويشير إلى خطورة الدور الذي قد يلعبه الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك دور الأصدقاء، وهي أدوار قد تحد من الانتحار، وقد تدفع البعض إليه، بسبب الإساءة أو التنمر.
والجدير بالذكر, لايحدث الانتحار في البلدان المرتفعة الدخل فحسب، بل هو ظاهرة تحدث في جميع أقاليم العالم. والواقع أن أكثر من 79% من حالات الانتحار العالمية في عام 2019 حدثت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
والانتحار مشكلة خطيرة من مشاكل الصحة العامة حيث أنه يمكن تفاديه عبر تدخلات آنية مسندة بالبينات عادة ما تكون منخفضة التكاليف, ولضمان فعالية الاستجابة الوطنية، يتعين وضع استراتيجية شاملة متعددة القطاعات للوقاية من الانتحار,و حالات الانتحار تحدث باندفاع في لحظات الأزمة عندما تنهار قدرة المرء على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو الانفصال أو الطلاق أو الآلام والأمراض المزمنة.
وبالإضافة إلى ذلك، ثمة صلة قوية بين النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو فقد الأحبة والشعور بالعزلة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات الضعيفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين؛ والشعوب الأصلية؛ والمثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية وحاملي صفات الجنسين؛ والسجناء,لاسيما, أقوى عامل يزيد من احتمال الانتحار هو الإقدام على محاولة انتحار من قبل.
ويهدف أول تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2014 عن الانتحار بعنوان “الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية” إلى زيادة الوعي بأهمية الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العامة، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العامة العالمي.
وللوقاية من الانتحار:
* تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار (مثل مبيدات الآفات، والأسلحة النارية، وبعض الأدوية)؛
التواصل مع وسائل الإعلام لعرض مواد إعلامية مسؤولة بشأن الانتحار؛*
تعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين؛*
وأخيرا… علينا جميعا أن نتواصل وندعم وننصت ل من يحتاج أن نسمعه والتعرف مبكرا على الأفراد الذين يظهرون سلوكيات انتحارية وتقييم حالتهم وإدارتها ومتابعتها….وتفهم منه هوا عايز يوصلك ايه…….. ونراعى مدى خطورة اي إنسان يكون مكتئب حتى لو انت شايف انه بيدعي دا أو بيهول من المشكلة….. ومن الإنسانية والرحمة أن تدعم الناس اللي حواليك ب كل طاقتك … فلا أنت تعلم بما يحدث داخله ولا هيعرفك كم التفاعلات اللي بيعانىها وبيحاول أنه يقاومها….حفظنا الله وأياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا….