بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
تحمل الموسيقى في طياتهما ملامح مميزة للثقافة التي تنتمي إليها، خاصة في حالة اقترانها بالكلمة، فلكل شعب موسيقاه وأغانيه التي تسري في وجدانه لتمنحه خصوصيته، مما يكفل له القدرة على الإسهام في بناء التراث الإنساني , ليس فقط، لأنها تحمل قيماً فنية وجمالية خالصة أو أبعاداً فلسفية عريضة، وإنما لأنها تؤكد بوجودها الدائم، والدور الذي تلعبه في المجتمع باعتبارها عنصراً متكاملاً ووظيفياً يتفاعل مع عناصر الثقافة من ناحية ونشاطاً كاشفاً للدور الذي يلعبه الأفراد والجماعات في المجتمع من عمليات تفاعل واتصال واستجابة من ناحية أخري. ليس فقط، لأنها تحمل قيماً فنية وجمالية خالصة أو أبعاداً فلسفية عريضة، وإنما لأنها تؤكد بوجودها الدائم، الدور الذي تلعبه في المجتمع باعتبارها عنصراً متكاملاً ووظيفياً يتفاعل مع عناصر الثقافة من ناحية ونشاطاً كاشفاً للدور الذي يلعبه الأفراد والجماعات في المجتمع من عمليات تفاعل واتصال واستجابة من ناحية أخري… تلك الانواع من الاغانى نجدها جماعية الإبداع سواء الكلمات أو اللحن او الأداء، بالطبيعة كان لها مبدع أصلي ولكن سعة انتشارها كانت أكبر من مبدعها نفسه فظلت الأغنية وذهب المؤلف طى النسيان ,على ما يبدو من بساطة مصطلح الاغنيه الشعبيه ، عالم بالغ التعقيد يحمل فى طياته قضايا بالغة الأهمية ، لم تجد بعد من يسبر أغوارها برفق وعمق وعساها تجد , فالأغنية الشعبية رغم شيوع المصطلح ، عالم يكتنفه الغموض والإلتباس ، وهى بحكم تداخل موضوعها بين الشعر وبين الموسيقى تمثل نهرا ينهل منه دون ارتواء ، وينتهى منه دون انتهاء,يرى البعض أن العودة للجذور ووصلها بالفروع يمثل حافزا ايجابيا يساعد فى توجيه الذوق العام وجهة صائبة ، وهذه العودة لا بد أن تتمثل فى الإعلاء من شأن الثقافة الشعبية بمكوناته الأصيلة ، والأغنية الشعبية أحد أهم هذه المكونات ، فقد ظلت الأغنية الشعبية ” الفولكلورية ” تصاحب الإنسان من المهد إلى اللحد ، وكانت بمثابة التعبير الفنى بالصوت والكلمة عما يعتمل فى فكر وجدان الانسان من آمال وآلام ,غير التكنولوجأن الثورة ية التى طالت وسائل الإعلام قد بددت الحدود الفاصلة بين الثقافات وجعلت الهوية الثقافية نهبا لرياح التغيير التى اقتلعت فى طريقها كثيرا من القيم التى كانت ثمثل المحرك الخفى للسلوك الجمعى فى المجتمع ، وعليه فقد بات المناخ مهيئا للتغيرأكثر من أى وقت مضى .تمثل الأغانى الشعبية المصاحبة لدورة حياة الفرد مجالا خصبا للدراسة بكافة اتجاهاتها الأدبية والموسيقية والتاريخية الاجتماعية ، فالأغنية الشعبية مرآة للثقافة تحمل فى طيات نصوصها الاتجاهات الراسخة والمعبرة عن رؤى المجتمع التى تصدر عنه وعادته وتقاليده، والنموذج المثالى الذى يتطلع إليه هذا المجتمع في كافة نواحى الحياة، وهى بما تحمله من بساطه فى الأداء والتعبير تكسر الحاجز المصطنع بين المؤدى والمتلقى لتجعل منها بوتقة ينصهر فيها ويصدر عنها في آن واحد ما تجيش به مشاعر المجتمع وما يعتمل فى عقله من أفكار وتصورات ومعتقدات، وهكذا تصدق المقولة الشهيرة أنك إذا أردت أن تعرف شعباً فاستمع إلى أغانيه