بقلم دكتور/ خالد الجندي
يستطيع الفرد بناء وتكوين شخصية قوية من خلال تنمية ورزع العديد من الصفات والسمات الذاتية واستثمارها بالشكل الصحيح، فالوصول إلى امتلاك الشخصية القوية يتطّلب من الفرد الدافع الذاتي لتحقيق وبناء العديد من المقومات، ومن أبرزها ما يلي: من أبرز مقومات الشخصية القوية للفرد إيمانه بذاته واحترامها؛ أي أن يُكوِّن ذاته ولا يحاول أن يتقمص شخصيات الاخرين أو تصرفاتهم، كما من المهم أن تكون انفعالات الفرد واستجاباته نابعة عن ذاته وثابتة لا تتغير ولا تتأثر بتغيير المواقف والأشخاص؛ أي أنّ الفرد المنسجم مع ذاته لا يشعر بالحاجة لأن يبدي ردات فعل واستجابات زائفة تغاير ما يشعر به حقيقة، فهو غير مُلزَم بإرضاء الآخرين بالكذب أو التصنع، فالفرد الذي يمتلك شخصية قوية يكون صادقاً مع نفسه ومع من حوله لا يحتاج إلى الكذب، بالإضافة إلى ما ماسبق فإنّ أقوياء الشخصية يكونون على درجة عالية من احترام الذات وتقديرها. التظاهر بقوة الشخصية؛ فهي من الاستراتيجيات التي من المفيد استخدامها للأشخاص الذين يعانون من ضعف الشخصية؛ ، فالشخصية المكافحة قوية وقادرة على العطاء في أحلك الظروف من خلال التحدي والتحلي بالنظرة الإيجابية بشكل مستمر تجاه الظروف المختلفة، وبالتالي فإن الإرادة والإصرار لتحقيق الغاية أو الهدف المنشود يُكسِب الشخصية القوة والعزم. يجب على الفرد الوصول إلى مرحلة القدرة على الإنجاز وتنفيذ المهام على الصعيد العملي، وبالتالي القدرة على تكوين شخصية قوية وناجحة وقادرة على إثبات ذاتها، . إنّ تحمُّل المسؤولية أيضاً هي أحد أسس ومكونات الشخصية القوية، كما أنّها من سمات الأفراد الناجحين، بالإضافة إلى ثقة الفرد بذاته وبقدراته واستعداداته وإدراكه بأنّه مميز عن غيره من الأفراد. الابتعاد قدر الامكان عن التوتر والتذمُّر والضجر، والحفاظ على الوجه البشوش الذي يفتح قنوات التواصل الفعّال مع الآخرين، أمّا التذمُّر والغضب والتململ، فقد يعيق الاتصال والتعاطي مع المجتمع بشكل سليم، وبالتالي ظهور العديد من المشكلات والتعقيدات في العلاقات الاجتماعية. الاهتمام بالمظهر العام والهِندام اللائق، فالمظهر الحسن والنظيف والأنيق يوحِي للآخرين بأنّ الفرد يمتلك شخصية قوية وجذابة، وتترك الأثر الايجابي في نفوسهم تجاهه، كما أنّ الفرد حسن المظهر يشعر بثقته بنفسه وبتقدير أعلى للذات. لتنمية الشخصية القوية يجب على الفرد رفع قابليته لمواجهة النقد والملاحظات الصادرة عن الآخرين، فالجميع مُعرَّض للوقوع في الأخطاء، ومن الأفضل التعامل البنّاء مع نقد الآخرين وتقبُّله بشكل موضوع بعيداً عن العدوانية والانفعال، واستقباله على أنّه اقتراح أو إجراء تصحيحي، كما من الممكن تجاهل الانتقادات غير الصحيحة والتي لا يكون الغرض منها تصحيح الأخطاء.