كتب :مروة محمد سعيد
تتسم الدراسات الاجتماعية بطبيعة خاصة فى أنها تربط بين البعدين الزمانى والمكاني، كما أنها تتميز عن باقي المواد الدراسية بطبيعة اجتماعية كما هو واضح من مسماها ، كل هذا جعلها بيئة خصبة تسهم بدور أكبر فى إعداد جيل من الناشئة ليكونوا أفراداً نابغين فى المجتمع الذى يعيشون فيه ، وتعريفهم بحقائق التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بالبيئات الحضارية المختلفة داخل مجتمعهم، والمجتمعات الأخرى .
وإذا كان لجميع المواد الدراسية بعض الأهداف التربوية ذات الصبغة الاجتماعية إلا أن الطبيعة الاجتماعية للدراسات الاجتماعية
فرضت عليها القيام بالنصيب الأوفر فى تحقيق هذه الأهداف ، وهذا يرجع إلى الأهمية الخاصة للدراسات الاجتماعية بين المواد والمناهج الدراسية فى مرحلة التعليم العام، والاسباب التالية تعكس اهمية دراسة المواد الاجتماعية:
أولاً: تعتبر الدراسات الاجتماعية منبع التعلم الاجتماعى والتربية الاجتماعية، والتى يمكن من خلالها دخول الفرد المتعلم إلى الحياة الاجتماعية باكتسابه عادات وتقاليد مجتمعه.
ثانياً: إن دراسة المواد الاجتماعيىة لها دور في مساعدة المتعلم على التبصر بوضعه فى الزمان (من خلال دراسة التاريخ) والمكان (من خلال دراسة الجغرافيا) الذى يعيش فيه ، ودراسة الحاضر فى الماضي القريب والبعيد بقصد تلمس مؤشرات وإسهامات الماضي فى تشكيل الحاضر، والسعي إلى الاستفادة من الماضي والحاضر معاً فى استشراف المستقبل بجعله أكثر قبولاً وتطوراً.
ثالثاً: دراسة المواد الاجتماعية تزيد من اهتمام المتعلمين بكثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الحاضرة، والاتجاه نحو المشاركة الواعية فيما يواجه المجتمع من مشكلات وتحديات.
رابعاً: المواد الاجتماعية تساعد على فهم الضوابط الاجتماعية من خلال التعرض لدراسة النظم الحكومية وقوانين الهيئات والمؤسسات الاجتماعية والتعرف على عادات وتقاليد وقيم المجتمع المتعارف عليها.
خامسا:علينا أن ندرك ان تنمية مهارات التفكير العلمي ومساعدة المتعلمين على فهم التعميمات القائمة على الاستدلال، وفرض الفروض العلمية يكون من خلال دراسة المواد الاجتماعية.
سادساً: لدراسة المواد الاجتماعية وظيفة في تنمية الحاسة الاجتماعية، والسلوك الاجتماعى السليم للمتعلمين وتقدير كفاءتهم وحقوقهم ومشاركتهم فى شعورهم، وتعميق روح التآخي والتعاون فيما بينهم وتحمل المسئولية، والاعتماد على النفس وضبطها.
سابعاً: يمكن للمتعلم من خلال دراسة المواد الاجتماعية فهم فكرة التفاهم الدولي وتنمية النظرة العالمية التى تقوى روح التضامن مع الآخر.
ثامناً: المعرفة بالمواد الاجتماعية ودراستها تؤكد على نظام القيم الاجتماعى فى المجتمع وتعمل على تمثله قولاً وعملاً.
تاسعاً: دور التربية فى حل الكثير من مشكلات البيئة والمحافظة علي توازنها والتعرف على مواردها وترشيد استخدامها يصبح واضحاً من خلال دراسة المواد الاجتماعية.
عاشراً: دراسة المواد الاجتماعية تعمل على تمكين المتعلمين من إدراك وتقدير الأدوار التى قامت بها الشخصيات الوطنية فى الماضى والحاضر وتأثيرها الحضارى وتعاونها فى حل المشكلات السياسية والاقتصادية ومناصرة الشعوب التى تطالب بحقوقها من أجل نيل الاستقلال والحرية.
أخيراً من أسباب تعلم المواد الاجتماعية هو تنمية قدرة المتعلمين على النقد والتحليل والمقارنة ووزن الأدلة وإصدار واتخاذ القرارات والأحكام الإيجابية بعيداً عن التعصب والتحيز.
مما سبق ندرك بأن لدراسة المواد الاجتماعية أهمية كبرى تجعل المتعلم قادراً على معرفة ظروف زمانه ومكانه،كما أنها تهيء الفرد ليتفهم جوانب كثيرة من الحياة على مستوى بيئته المحلية الاقتصادية، والاجتماعية والسياسية.