بئر ملعونة وأسطورة نائمة في البر الموحش المترامي لوادي برهوت بحضرموت وتحديداً في منطقة (فيجوت ـ مديرية شحن ـ محافظة المهرة) شرق اليمن هي أبغض البقاع إلى الله ومنها سيكون دمار الأرض .. وفيها شر ماءٍ على وجه المعمورة!! روي عن النبي ﷺ : أن أرواح الكفار والمنافقين تهوي إلى بئر برهوت.
وقال ﷺ : خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها.
ومن القصص التي تروي عن هذه البئر العجيبة ما ذكرها الأصمعي عن رجل حضرمي أنه قال: إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً.
البئر عبارة فتحة كبيرة يصل اتساعها إلى أكثر من 100متر مربع .. وتهوي إلى فجوة سوداء مظلمة لا قاع لها فهي كالبئر لكنها ليست من صنع البشر.. لذا فإن البعض يحكي أن الجن هم من حفروها لأحد ملوك البراهيت الحميريين الذين حكموا المنطقة في زمنٍ غابر ليخفي فيها كنوزه وبعد موته استوطنها اتباعه من الجن. وآخرون يرون أنها حفرت لتكون سجن محكماً لمردة الجن الذين خرجوا عن السيطرة ..
ويحكي أهل المنطقة أنه في زمن مضى مرت على الناس فترة جفاف وجدب ، فأدلوا برجل لينزل ويأتيهم بالماء من البئر وحين صار في منتصف الهوة صاح بهم برعب أن يرفعوه .. وحين رفعوه لم يجدوا غير نصف جثته فقط ..
يحكون عن راعية غنم تركت طفلها هناك فاختفى في غمضة عين .. وبعيدا عن الأساطير التي تحكى عن تلك البئر .. فإن الحقائق أكثر إفزاعاً مما قد تتخيلوا.
يسمع أنين وأصوات وهمهمات غريبة تصدر من البئر ويخرج منها الحمام الأبيض الذي يلاحق المارين بقربها
جرت محاولات عديدة لاكتشاف البئر ومنها ما قامت بها شركة خط الصحراء حيث أنزلوا أحد الرجال مجهزا بآلات التصوير وعندما وصل إلى عمق 100 متر صرخ عليهم أن يرفعوه، وحين سألوه أقسم لهم أن جدار البئر قد أطبق عليه، الغريب عندما فتحوا الكاميرات لم تسجل غير ظلام دامس مع أن الوقت كان في عز النهار.
وما زال الغموض يحيط ببئر برهوت منذ بدء الخليقة وحتى الليلة..