ميران حسين تكتب.. ضد المنطق ركعة وسجدة

 

مؤخراً أصبح الحديث عن المخاوف من سد النهضة والقلق على مياه النيل واللجوء لمجلس الأمن والمحاولات المستميتة لحل الأزمة سلمياً من جانب مصر والتعنت الشديد من جانب أثيوبيا الذي أستمر لعدة سنوات والحديث عن الحلول العسكرية أثيوبيا الذي أستمر لعدة سنوات والحديث عن الحلول العسكرية والكلام عمن يقف خلف أثيوبيا ومن هو الممول الحقيقي للسد ومن المستفيد من هذا السد وماهي الخسائر المترتبة عليه والتي ستُصيب مصر.

نقطة ومن أول السطر ولنتحدث عن مياه النيل على مر التاريخ وما حدث من جفاف وتأثير ذلك على مصر.

مرت مصر بفترات فقر مائي رهيب ضرب فيها الجفاف مصر 5 مرات:-

*الأولى أطلق عليها السبع العجاف حيث ذكرتها التوراة في عشر آيات وذكرها القرآن في تسع آيات (عهد سيدنا يوسف).
*الثانية في عهد الهكسوس واستمرت 7 سنوات.
* الثالثة في عهد الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وأطلق عليها الشدة المستنصرة وبلغت ما يقرب من 7 سنوات حل بهم المجاعة والخراب التام على مصر.
* الرابعة في عهد خورشيد باشا الوالي العثماني واقتربت من 7 سنوات أيضاً.
*الخامسة في ثمانينات القرن المنصرم واستمرت لــ 7 سنوات حيث واجهت مصر مشكلة كبيرة بسبب الجفاف في حوض النيل الذي أدى إلى قلة المياه في بحيرة ناصر والتي أثرت بشكل واضح على ثلاثة قطاعات هى (الزراعة، توليد الكهرباء، الملاحة النيلية السياحية التي تعتبر أحد مصادر العملة الصعبة) إلا أنه في عامي(1988،1989) حدثت فيضانات بمعدل كبير أنقذت البلاد من تلك الأزمة.

اللافت للنظر أن العامل المشترك في كل محن المجاعات التى اجتاحت مصر كان أمرين:-

*أولاً جفاف نهر النيل.
*ثانياً المدة الزمنية التي تستغرقها ودائماً ما تكون 7 سنوات.

وحالياً هناك محاولات مستميتة لتحقيق نبوءات توراتية خاصة بتجفيف نهر النيل وتجويع الشعب المصري بأيدي أثيوبيا التي أكدت أن تمويل سد النهضة بدأ في العقد الأول من القرن الحالي وتسارعت وتيرة العمل فيه أثناء الاضطراب السياسي في مصر بعد خراب 25 يناير 2011 حيث وضع حجر الأساس للسد في ٢ ابريل ٢٠١١، وجدير بالذكر أن إنجلترا قد توقعت قبل ثلاثة عقود بالأزمة الحالية بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة وذلك تبعاً لوثائق سرية سربت من داخل أجهزة الأمن الإنجليزية والتي تُثبت أثبات واضح وصريح عمق المؤامرات الواقعة على مصر في محاولات متعددة ومختلفة لإخضاعها.

ولو ألقينا الضوء على أثيوبيا وسد النهضة جيولوجياً سنرى التالي:-

أولاً: أثيوبيا بها مشاكل كبير من الناحية الجيولوجية حيث يقسم اثيوبيا أكبر فالق على سطح الأرض وهو الأخدود الأفريقـي العظـيم مشيراً إلى أن هذا الفالق نشط ويحتوي على العديد من البراكين خلاف أن بها أكبر نشاط زلزالي في القارة السمراء حيث يصل مقياس الزلازل لأكثر من 5 ريختر خصوصاً فـي مثلـث عفـار وعلـى امتـداد الاخـدود مما أدى إلى الانهيارات الصخرية بسبب كثرة الفوالق والتشققات في الصخور الإثيوبية وساعد علي ذلك شدة الأمطار والانحدارات الأرضية ووجود طبقة من الطمي أسفل الكتل الصـخرية ممـا ساعد علـي انزلاقهـا كمـا هـو الحـال فـي منطقـة تيجاري شمال إثيوبيا.

ثانياً: أديس ابابا لديها تاريخ سيء في إنشاء السدود، فسد تكيزي الواقع على نهر عطبرة تعرض للانهيار قبل الانتهاء من الأعمال الإنشائية بعامين بسبب الانزلاقات الصخرية مما أدى لوفاة 47 فرداً، بالإضافة لسد جيبي 2 فقد انهار ثلاثة مرات وكانت المرة الثالثة بعد افتتاح السد بعشرة أيام وهو ليس عيباً في الشركة ولكن بسبب الظروف الطبيعية الموجودة في أثيوبيا من التشققات والفوالق وانزلاق للصخور.

ثالثاً: الشركة الإيطالية التي تقوم بتنفيذ سد النهضة حصلت عليه بالأمر المباشر ولا تضمن السد بعد تسليمه بيوم واحد حيث أنه على أكبر كتلة بركانية في العالم وهذا قد يؤدي إلى انهيار السد خاصة بعد زيادة ارتفاع السد من ٥,٨٤م في الدراسة الأمريكية إلى ١٤٥م حاليا وزيادة السعة التخزينية للسد من 11 مليار لـ 74 مليار فمن الممكن أن يحدث الانهيار لعوامل طبيعية نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات والسيول التي نشاهدها سنوياً بالإضافة إلى الزلازل والتشققات.

رابعاً: تلعب الصخور دوراً سلبياً بالنسبة لمشروعات تخزين المياه في إثيوبيا حيث أن البازلت من أقل الصخور تحملاً وما يزيد من ضعف البازلت التشققات والفوالق التي تسود معظم الصخور الإثيوبية نتيجة نشاط الأخدود الأفريقي وهذا ما يجعل إنشاء السدود الكبرى بالغ الخطورة نتيجة لانهيار تلك الفجوات مع زيادة الحمل الصخري والخرساني مما يزيد من فرص تعرض السد للانهيار نتيجة العوامل الجيولوجية حيث تزيد كمية المياه في موسم الفيضان عن نص مليار متر مكعب يومياً تندفع بالنيل الأزرق بسرعة شديدة من ارتفاع ٢٠٠٠ م نحـو مـستوي ٦٠٠م عنـد الـسد.

خامساً: أثيوبيا لن يضيرها شيء إذا انهار سد النهضة لأنه على الحدود وليس لديها مدن أو قرى أو أي عمران في نفس المنطقة وهو يعلو سد الروصيرص السوداني بـ 100 متر، لذا فالسد قنبلة مائية يمكن انفجارها في أي وقت بسبب الظروف الطبيعية والـضرر الأكبـر سـوف يلحـق بالقري والمدن السودانية خاصة الخرطوم التي قد تجرفها المياه بطريقة تشبه السونامي فيحدث تدمير كامل للسودان.

سادساً: تعد اثيوبيا أولي دول العالم في شدة انجراف التربة وتكوين الطمي وبالتالي زيادة الترسيب في خزانات السدود تؤدي إلى قصر عمر السدود نتيجة ترسيب الطمي في الخزانات المائية.

سابعاً: زيادة فرص حدوث زلازل بالمنطقة نتيجة لضغط الخزان الـذي يـصل إلـي ٧٤ بليـون طـن عـلاوة علـي وزن السد الرئيسي والمكمل على الصفائح التكتونية للأرض مما قد يتسبب في فصل أثيوبيا عن القرن الأفريقي لتصبح جزيرة منفصلة.

ما يحدث لا يحتاج قرارات رئاسية أو حلول حكومية بل يحتاج لقرارات شعبية فاستعينوا بالله فالحل مقصور على ركعة وسجدة فلتكن صلاة استسقاء ومثلما حدث في ثمانينات القرن الماضي يحدث الآن ومثلما صرخت أثيوبيا بسبب تلك الصلاة ستصرخ الآن، فلتكن صلاة جامعة على قلب رجلاً واحد لتنهمر الأمطار فينهار السد دون وجود أي أضرار ومن يقول عكس ذلك يكون ضد المنطق.

Related posts

Leave a Comment