كتب / رضا محمد حنه
امين مركز فارسكور
لحزب الحرية المصري
و محرر في جريدة دمياط اليوم
إن تحريك جناح بعوضة في غابات الأمازون يسبب إعصار في القطب الجنوبي ..
( ابسطهالك )
رجل اسيقظ من النوم فقرر انه سيتوقف عن التدخين ( حلو )
هذا الرجل كل يوم يذهب يشتري علبة سجائر من محل بقالة اسفل البيت و عندما توقف عن التدخين لم يخرج من منزله، يوجد له جار عليه مبلغ من المال لشخص آخر و وعده بالسداد هذا الصباح لأنه سيقترض هذا المبلغ من جاره صاحب قرار التوقف عن التدخين و هو يعرف موعد خروج جاره ليشتري السجائر و لانه لم يخرج هذا اليوم خلف موعد السداد
تقابل معه الذي له المال فتشاجرا فدفع أحدهما الآخر فوقع على حجر فمات
صاحب البقالة اتصل على مندوب شركة السجائر أن لا يأتي اليوم المندوب غير خط سيره فذهب إلى محافظة أخرى بعيدة لم يتناول علاج السكر لأنه ظن أنه سيعود إلى البيت بسرعة و هو ذاهب إلى المكان البعيد جاءت غيبوبة السكر عمل حادث مع سيارة ركاب كان من بين الركاب شرائح مختلفة من المجتمع
( طبيب ذاهب لإجراء عملية جراحية – محامي معه قضية مهمة – شاب ذاهب لعمل مقابلة – مهندس معه رسومات مشروع لشركة على موعد اليوم بمسئول كبير – فتاة كانت عند اختها و موعد زواجها الأسبوع القادم – السائق عليه أقساط و آخر موعد اليوم )
و لك أن تتخيل الآثار التي وصلت إليها الأمور
كل ذلك لان أحدهم اتخذ قرار و هو مازال في السرير
الفساد قرار، نعم الفساد بينشأ من أن أحدهم اتخذ قرار ما في وقت ما دون النظر إلى عواقبه
الفساد بينشأ من قرار خطأ في وقت خطأ في مكان خطأ من شخص خطأ مع أشخاص أيضا خطأ
الفساد ليس بعداً عن الله عز وجل و الدين فحسب بل بعدا عن الإنسانية و الأخلاق و الفضيلة
الفساد بينشأ لأن هناك في حياتنا قد وضعنا أشخاص في غير مكانهم و إمكانياتهم
و يكبر الفساد و يتطور و يترعررع بل و يصبح ثقافة و منهج
و ( من يصلح الملح إذا الملح فسد )
أن أكبر مغذي للفساد هو قاعدة ( فَوّتْ لي و انا افوت لك )
فمثلاً
فساد التعليم بيبدأ من ( مدرس فرنساوي بس بدرس تاريخ و دين على ما يجيبوا مدرس عربي ) و نظير ذلك بيروح متأخر و بيعطي لابن المدير دروس خصوصية و بيبيع ملفات التقديم بعشرات الجنيهات و بيبيع دمغة الوزارة و كتب الوزارة
فساد الصحة
علشان الدكتور عمل عملية و اتأخر فيها أمس علشان كده مش جاي اليوم و اعطي اذن الممرضة التي معه إلا تأتي أيضا و مورد المستلزمات اعطي ( حباية زرقاء) ألماني لمسئول ما بدل تأخير عن تسليم مستلزمات طبية لمريض لم ينم من ألم في اسنانة و أخذ اجازة عارضه أو شرب شاي بالياسمين حتى يأتي على نفسه و يداوم
فساد الرياضة
علشان مفيش مقابل لمجالس الإدارات و مضطرين لسداد اشتراكات الجمعية العمومية المكونة من الأبناء و الزوجة و الاهل و الاحباب حتى يضمن بقاءه في المجلس و ( من ذقنه و افتل له )
فساد الطرق
علشان المقاول مضطر انه يرمم طريق في مكان بعيد جدا عن الطريق المكلف به فيحسب على المشروع بدلات انتقال و فرق سعر و استهتار شركة رفضت رد الشيء لاصله أو كسر طارئ في طريق يمر منه مسئول كبير أو واحد بيصور كل السلبيات فيضطر المقاول يرسل شوية سن و اسفلت مثل ( الطبخ البايت )
فساد المشروعات
موظف غير فاهم و غير مسئول سولت له نفسه أو أحد المُوردة بأنه لابد من وجود هذا المشروع في هذا المكان و خلال مدة زمنية غير مطابقة لا للمواصفات و لا المنطق و يكلف الدولة ملايين من أجل صورة أو يأتي بمشاريع قديمة و يناسبها اليه أو غير فعالة لطبيعة المكان و الناس من أجل صورة مع مسئول كبير
فساد الزراعة
عندما لا يملك المزارعين اي ثقافة أو تواصل بينه و بين كل ما يتعلق به من خدمات مثل الجمعية الزراعية و الوحدة البيطرية و الري و بنك التسليف الزراعي و المرشد الزراعي و كل مفهومهم أن وزارة الزراعة تنحصر فقط هي الجمعية الزراعية و ماكية الري
عندما لا يكون هناك ثقافة التعاون التكميلي بين الوزارات لتحديد الاحتياجات اللازمة من المنتجات الزراعية الأساسية كالقمح و الأرز و البنجر و القطن
الفساد بينشأ عن
– انك ترضى بما لا يُرضي انك تركب تدخن أمام الطلبة و تحدثهم عن أضرار التدخين
– انك تجازي موظف انه تأخر و انك آخر من يصل المكان و أول من يذهب
– انك تركب القطار و كل همك انك لا تدفع و كلك سخط عليه
– انك تجامل بشيء ليس ملك لك و تأخذ ما ليس لك و تتحدث بما ليس لك
– انك تفوت لي علشان افوت لك
اللهم كُف كَف المعتدي و ألوي ساعد الردي و احمي بلادنا من كل معتدي
تحية شكر و تقدير لمعالي الوزير حسن عبد الشافي رئيس هيئة الرقابة الإدارية
و سيادة العميد محمد أبو هيبة
رئيس هيئة الرقابة الإدارية بدمياط
و معالي المستشار هشام بدوى رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات
و سعادة المحاسب عصام الملاحي
رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات بدمياط
على ما يقومون به من جهد مشكور و خدمة جليلة في محاربة الفساد بكل أنواعه و احجامه و أشكاله