كتب محمد صبري الشامي
عمل بطولي دفعها لتعريض حياتها للخطر دون التفكير في ذاتها لحظة واحدة، إذ أقدمت وفاء السيد، صاحبة الـ29 عاما، على إنقاذ إحدى مصابات فيروس كورونا المستجد، داخل أحد مستشفيات العزل في مدينة دمياط، بعد أن قامت الأخيرة بابتلاع لسانها، وتوقف عضلة قلبها لثوانِ معدودة.
تفاصيل إنقاذ المريضة
تروي الممرضة الثلاثينية خلال حديثها لـ جريدة الجمهورية اليوم تفاصيل مواجهتها للموقف العصيب قبيل إنقاذها لحياة المريضة زينب حسين، صاحبة الـ32 عاما، بعدما تسببت الكحة الشديدة في ابتلاعها لسانها، «أنا بشتغل شيفت من 8 الصبح لـ8 الصبح تاني يوم، وفي النص الأول من الشيفت كنا في وقت متأخر من الليل، لاقيت زينب بتكح كتير لدرجة إني عملت لها جلسة أكسجين، وهديت شوية، بس مفيش عشر دقايق ورجعت تكح أقوى من الأول».
الكحة اشتدت عليها لدرجة إن وشها إزرق وعينيها برقت جامد وبدأت تطلع صوت من بوقها، أنا قولت خلاص هي بتموت، لأني لاقيت لسانها اتسحب لجوا، ومكانش في إيدي غير إني أحط صوابعي كلها جوا بوقها وأطلع لسانها عشان ألحقها، لأن مكنش في وقت أستعين بأي أدوات، كان كل تفكيري إني ألحقها».. حسب الممرضة
واستطردت «وفاء»، موضحة أنها لم تقم بسحب أصابعها من فم المريضة إلا بعدما تأكدت بإفاقتها وعودتها إلى وعيها من جديد، «مشلتش صوابعي من بوقها خالص إلا لما فاقت قدام عيني، ورجعت لوعيها تاني».
توتر وقلق
حالة نفسية صعبة وتوتر شديد لا تزال تعيش خلالهم «وفاء» حتى اللحظة، إذ أنها عبرت عن ما شعرت به من قلق كبير تجاه الموقف الصعب الذي تعرضت إليه، وهو ما أفقدها قدرتها على النوم بشكل طبيعي، «من وقتها لحد دلوقتي مبنامش خالص، مش قادرة أنسى صورتها وهي قدامي، ومعرفش إزاي عملت كده، بس أنا كل اللي بيهمني أنقذ أرواح الناس دي وأساعدها ومش بخاف من العدوى لأن ربنا بيحميني».