فتحي وأميمة» حب عمره 45 سنة.. «مع بعض في كل حاجة حتى عمايل الكحك
قبل 45 عامًا كان اللقاء الأول بين «فتحي شعبان» و«أميمة»، وقتها كانا شابين صغيرين في بداية حياتهما، فهي العشرينية التي كانت تعمل في محل «كوافير»، بينما هو الشاب الذي يمتلك كشك صغير، في أحد أحياء الإسكندرية، وقع في حبها من النظرة الأولى، تحدى رفض أسرته وتمسك بحبه لها، حتى قسم الله لهما الزواج، وأصبحا سندًا لبعضهما، يتقاسمان الحياة على «الحلوة والمرة».
30 يونيو 1975، التاريخ الذي يحفظه «فتحي» عن ظهر قلب، فالشيب غزا شعره، بينما هو يتذكر اللحظات الأولى للقائهما، حين كانت ترتاد على «الكشك الصغير» لشراء بعض احتياجاتها «كنت بشوفها وحبيتها من أول نظرة.. شفت فيها كل حاجة.. كنت بمشي وراها لغاية بيتها»
لم ينتظر الشاب العشريني آنذاك، للاعتراف بحبه، الذي واجه تحدي أسرته ووالده: «أبويا كان خطبلي بنت عمي.. وكان رافض خالص إني أتجوز من حبيبتي»، ليجري «فتحي» محاولات كثيرة استمرت عامين كاملين لإقناع والده: «لميت عليه كبار المنطقة.. والناس بقت تكلمه.. وافق بعد سنتين عذاب».
«أول حب في حياتي.. ولغاية دلوقتي فضلت الأولى في قلبي» مشاعر حب قوية نمت داخل «فتحي» تجاه زوجته التي وصفها بـ«المطيعة والمثالية»، والتي كانت بمثابة الظهر القوي الذي استند عليه في أزمات حياته.
يتذكر الرجل الستيني «جدعنة» زوجته، حين كان يمتلك سيارة عمل عليها كسائق تاكسي، واصطدم بها في حادث، ليجد زوجته تجهز محل والدها وتحوله إلى كوافير «نزلت اشتغلت وكانت بتشيل عيالنا.. وتاخدهم معاها.. فضلت سانداني لغاية ما سددت الديون».
ومن أزمة التاكسي إلى تعرض «فتحي» للنصب، «جدعنة» زوجته لم تتغير: «اتنصب عليا في مبلغ 2 مليون جنيه.. كنت شغال في البيض.. وهي برضو وقفت جنبي وعملنا جمعيات.. قعدنا سنتين ناكل بطاطس وجبنة ومشتكتش.. شافت اللي محدش شافه».
6 أبناء هم «النص الحلو» في حياة الزوجين، ليظهر أيضًا الزوج الوفي مساندته لزوجته «لما خلفنا ولادنا التوأم.. كنا عاملين ورديات اللي يصحى يقعد بالعيال.. وأدينا دلوقتي جوزنا ولادنا الـ6.. مقدرش أسيبها لوحدها وبحب أساعدها في كل حاجة».
مساعدة «فتحي» لزوجته لم تتوقف عند تربية الأبناء الستة، لكن الزوج وقف يساند زوجته في أعمال المنزل جميعها، وفي المناسبات مثل العيد لم يفارق الرجل المسن زوجته في إعداد وتجهيز الكعك «بقعد جنبها أساعدها وأعمل معاها كل حاجة.. بشوف الصاجات وأرصها.. مبسيبهاش لوحدها.. وربنا يجعلها زوجة ليا من الحور العين في الجنة».
تتنافس «أميمة» مع زوجها في مشاعر الحب، لإظهارها، ففي حديثها لـ«هن» لم تكف عن الدعوات له وأن تنعم بحياتها معه حتى آخر العمر، فما زالت لم تتذكر وقوفه بجوارها وإصراره على بيع «مخزن السيراميك» الذي كان يمتلكه لإجرائها عملية تحويل المسار «ربنا يحفظه ويخليه ليا.. أحلى سنين العمر معاه هو».