قراءة فنية لرواية وثالثهما الفنجان
كتبت -أريج محمد أحمد
شاعرة وأديبة سودانية
(الأديب شامي محمود شامي) شرفت باقتناء روايتكم (وثالثهما الفنجان) والتي اصدقكم القول منذ ان طالعت منشور اعلان صدورها شد انتباهي العنوان ووضعت تعليقا بهذا الشأن و ها هي الصدفه المحضه تأتيني بها على يد (الشاعر القدير محجوب حامد) مشكورا لأجدني انتم وأنا وثالثنا الفنجان الذي كان حاضرا مع كل حالة اصطفاء لروايتكم لأخذ شحنه من الجمال والطاقه الايجابيه والتي ذخرت بها الروايه وتجلت في طريقة السرد والمفردات التي تنم عن حصيله لغويه عاليه وانتقاء العبارات التي تأخذك من خلال الوصف الى عالم الروايه مكانا وزمانا وحالة وجدانيه اضافه للتعريف وكم المعلومات عن المدن وانسانها بكل جوانب حياته والمراحل التاريخيه لاحداث الروايه باسلوب شيق بعيد عن جفاف التأريخ ….
حفلت الروايه بالكثير جدا من التفاصيل والشخصيات عبر أزمنه وامكنه مختلفه وثقافات عديده حسب تنقل بطل الروايه (محموده) مما ساهم في اثراء المحتوى العام وهنا تجلت قدرة الكاتب في خلق مزيج متناغم ومتناسق في الربط بين كل هذه الأطراف وغالبا كان الرابط هو الانسان وبعض العادات المتشابهه لدول المنطقه وهذا يقودني لحديث في اخر الروايه بين محمود ووالده فحواه ان الانسانيه هي هويتنا الأشمل والأكبر وان الهويه ايمان وقناعه لابد ان تكون واسعه وفضفاضه لتجمعنا مع كل مواطني العالم … هذا الحديث القوي جدا لخص كل صراعات البطل مع الهويه اذا كان يعاني من انتمائه لاوطان مختلفه كحال العديد من الناس…
ايضا راقني الوصف الدقيق الذي كان يرافق كل حدث في الروايه ان كان على صعيد المدن محل الروايه على اختلافها او الاحداث الجاريه وكذلك على مستوى الشخوص ملامحما ووجدانيات ولا انسى العادات والتقاليد والثقافات المختلفه التي تجعلك تسافر في اجواء زاخره بروائح القهوه والبخور وبعض الاكلات على انغام الاغاني بمختلف اللهجات …
عوده لنقطة الكيفيه التي قام فيها الكاتب بطرح وتحليل الشخصيات تحليلا دقيق يخرج منه القاريء بحكم وعبر مهمه خاصه مع حالة( محموده )وذلك التحليل الدقيق لصراعه مع ماهية الاوطان والهويه وقيمة العلاقات الانسانيه في حياته وتأثيرها مع اعجابي لحضور الشخصيات النسائيه في الروايه واحداثهن عظيم الأثر على متن الروايه من خلال مرورهن بحياة بطلها
اخص بالذكر سنايت والتي ابدع الكاتب في خلق شخصيتها وكتابتها بطريقه جعلتني اتمنى ان اكون شيئا منها او حتى التقيها و سأرفق مع هذه السياحه صورا تحوي مقاطع تتحدث عنها …
بالمجمل تحدث الكاتب عن كل شيء يخص المناطق محل الروايه وانسانها
في شتى مناحي الحياة سلما وحربا اعتقالا وهروبا اغترابا ومنافي احلاما وواقعا مكبلا بقيود عنيده من خلال توزيع عادل لكل الشخصيات وهذا يحسب للكاتب فكل شخصيه وان كان حضورها قليلا الا انه كان لها دورها الفاعل في الانتقال من مرحله لأخرى هذا ممايجعل القاريء امام تحدي القراءه بتركيز تام …
شكرا كاتبنا الرائع كانت رحلة حياه عامره بكل شيء بالحب والروحانيات الغربه والتيه الفرح والحزن ولا انسى الاشعار المرافقه لكم ولبعض الكتاب والاغنيات المختاره بعنايه وكيف انها كانت بمثابة وشائج عميقه تؤطر لفكرة اننا كلنا انسان يجمعنا بيت شعر او مقطع من أغنيه على فنجان قهوه مهما اختلفت هوياتنا وأوطاننا …
وللفنجان أقول … ستبقى ترتبنا ونتوق ان نسبر اغوار أقدارنا من خلالك وندرك كم ذلك عصيا عليك فاغفر لنا هو …إرهاق المحبين حد الاعتقاد …
مع كل التقدير …
أريج محمد احمد
خريجة جامعة الخرطوم بكالوريوس من كلية الآقتصاد والدراسات الاجتماعية السودان …