وكالات -محمد اللوح
وصف السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة البروفيسور مانويل حساسيان الدعوة التي وجهتها الحكومة البريطانية الحالية برئاسة تيريزا ماي، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لحضور إحياء ذكرى “مئوية وعد بلفور” المشؤوم الذي منح اليهود وطناً قومياً لهم في فلسطين، بأنها “صفعة للفلسطينيين قيادة وشعباً” بدلاً من العمل على تصحيح هذا الخطأ عبر الاعتذار للشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين.
وجاء رد الفعل الفلسطيني على دعوة نتانياهو متزامناً مع انعقاد البرلمان البريطاني للبحث في مشروع قرار في شأن الاستيطان يطالب إسرائيل بالوقف الفوري للتخطيط والبناء في المستوطنات القائمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تتناقض مع القانون الدولي وفي الوقت ذاته تقوّض التوصل إلى دولة فلسطين وقابليتها للحياة. وكان الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) أقر ليل الإثنين – الثلثاء مشروع قانون يشرّع البؤر الاستيطانية المقامة على أراض فلسطينية خاصة بأثر رجعي، في خطوة تؤدي إلى نهب الأراضي الفلسطينية وتوجه ضربة قوية لحل الدولتين.
وكشف حساسيان لصحيفة “الحياة” اللندنية أن الرئيس محمود عباس “كان مع (الرئيس فرنسوا) هولاند في باريس عندما تلقى خبر الدعوة البريطانية إلى نتانياهو، فكلّف (وزير خارجيته رياض) المالكي الاتصال بي فوراً لكي أتوجه إلى وزارة الخارجية البريطانية”. وكشف أيضاً أن الوزارة تماطل في تحديد موعد للقاء، قائلاً: “طلبنا موعداً لمقابلة (وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط) توبياس إلوود، وبعد إصرار مكثّف من جانبنا، قالوا أنه سيلتقينا، لكن حتى الآن لم يحدَد موعد للقاء”.
واعتبر السفير أن موقف الحكومة البريطانية “صفعة للشعب الفلسطيني وقيادته. هذه إهانة. دعوة نتانياهو تكريس لخلق كيان صهيوني على أرض فلسطين، وهذا ما تؤكده اليوم بريطانيا بالتزامها دعوته بدلاً من أن تتخذ موقفاً لتصحيح الوضع”.
وذكّر بحملة “صححوا الوضع” التي أطلقتها المفوضية الفلسطينية في المملكة المتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بالتنسيق والتعاون مع مؤسسات حقوقية متضامنة مع الفلسطينيين، كما ذكّر بالمساعي الفلسطينية الرسمية لإثناء الحكومة البريطانية عن الاحتفال بمئوية “وعد بلفور” المشؤوم الذي أدى إلى تشريد الفلسطينيين وخلق كيان صهيوني في فلسطين، مشيراً إلى اللقاء الذي أجراه وزير الخارجية الفلسطيني مع نظيره البريطاني بوريس جونسون نهاية العام الماضي، والمحاضرات والمقابلات التي أجراها السفير نفسه.
وقال: “شدّدنا مراراً على أن الحل الوحيد هو الاعتذار للفلسطينيين والاعتراف بفلسطين لتكفر بريطانيا عن ذنوبها عن الوعد. وطلبنا مراراً أن يفسروا لنا الفرق بين الاحتفال (celebrating) أو إحياء الذكرى (marking)، فلم يجيبوا. لكنهم نتيجة الضغوط التي مارسناها والمنظمات الحقوقية المؤيدة لنا، خفضوا السقف، وباتوا يستخدمون كلمة إحياء ذكرى الوعد بدلاً من الاحتفال بها”.
وربط حساسيان في بيان أمس بين السياسة الاستيطانية التي ينتهجها نتانياهو وحكومته في سلب الأراضي الفلسطينية المحتلة، في انتهاك للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، بما فيها قرار مجلس الأمن الرقم 2334 الذي يعارض الاستيطان. وبعد أن ثمّن الموقف الذي عبرت عنه ماي خلال استقبالها نتانياهو الإثنين الماضي حين أعلنت أن الاستيطان عائق أمام عملية السلام وتمسكت بحل الدولتين، أضاف أن النقاشات، بين البرلمانيين في بريطانيا، تظهر أن قسماً من الطبقة السياسية البريطانية، يأخذ الانتهاكات الإسرائيلية في شكل جدي على عكس الحكومة البريطانية الحالية في ما يبدو.