بقلم.. محمد الشريف
كلما تذكرت ما قرأته في كتاب أيام لها تاريخ لأحمد بهاء الدين،
الذي ذكر فيه قصة جمهورية زفتى و الشيخ علي عبد الرازق و غيرها.
تذكرت قرى مصر ونجوعها وكفورها
وكلما قرأت لخيري شلبي الذي سئل عنه نجيب محفوظ، لماذا كل كتاباتك حول الحارة المصرية ولا تكتب عن القرية فأجاب : كيف أكتب عنها وخيري شلبي موجود؛ وكأنه يقول لا يُفتى ومالك في المدينة.
تذكرت قرى مصر ونجوعها وكفورها.
وكلما قرأت للعقاد وطه حسين و يحى حقي ويوسف إدريس والسباعي والمويلحي
وكلما شاهدت فيلم الحرام لسيدة الشاشة العربية و دعاء الكروان و الأرض و غيرهم من الأفلام والمسلسلات التي تنتهج نفس المبدأ والمنطق وتورث قيمة القرية في المجتمع الكبير
تذكرت قريتي وقرى مصر ونجوعها وكفورها
بل وكلما أعيد عرض الأفلام التي تحكي عن طبقة إجتماعية بعيدة تماما عن الفلاح والقرية وجدت نصف المشاهد مصورة في عزبة الباشا و القرية والريف.
حتى في حياة الترف والغواية والثراء والحفلات الراقصة والطرب والغناء تتفلتر ويتم تنقيحها في عقل المشاهد على لسان فلاح شهم أو ابن بلد لتقبل سلوك ما وترفض غيره بما لا يتناسب مع عادات المجتمع الريفي.
شيء عجيب!!
ما هذا التغلغل القروي في المجتمع التجانس وتأثيره على المجتمع ككل!
وما الذي يدفع فنان كيوسف بك وهبي أن يقوم بأعمال يحكي بها عن القرية مثلا وهو من مواليد المدينة
وما الذي يدفع فنان بقامة محمد عبد الوهاب موسيقار الأجيال لتكون معظم أفلامه عن صعيد مصر ورحلات القطار والسفر.
من ينكر أن أفضل ماغني فريد الأطرش يا مقبل يوم وليله تطوي السكه الطويله وديني بلد المحبوب ( في قطار الصعيد)
ومن ينكر أن أعظم أدوار فتى الشاشه الأول رشدي اباظه في دور ( محسب) في صراع في النيل
وأن سبب خروج عمر الشريف للعالمية هو دوره في فيلم صراع في الوادي!
ما هذا!!!
كيف كان للريف المصري يا ساده هذا الثقل العالمي الأثر والقوى في مجمله وعظمة أبناءه!
ما هذا المنطق الذي يدعو طيران العدو الصهيوني لقصف مدرسة ابتدائية في قرية بسيطه مثل مدرسة بحر البقر الإبتدائية!
وما هو المنطق الذي يجعل من المسؤل الجيد ذو منصب في المدينة و حضيض الكفاءات في القرى!!
كلما قرأت كل ذلك ورأيت ما رأيتم
تذكرت قرى مصر وكفورها ونجوعها
وتذكرت قريتي.
لاستقبال مزيد من المعلومات عن تواريخ القرى على البريد الإلكتروني
[email protected]