زواج المتعة .. حلال أو حرام كتب : الشريف احمد

كتب : الشريف احمد
الزّواج هو ارتباط الرّجل بالمرأة، والمرأة بالرّجل لتشكيل أسرة من خلال الإنجاب بطريقة سويّة، ومن خلال الزّواج الشّرعي يمكن الحفاظ على كلا الجنسين من الوقوع بفاحشة الزنا، فالزّواج عفّة للرجل، وكذلك هو عفّة للمرأة، لأنّه بالفطرة كلّ من الجنسين يميل وينجذب نحو الجنس الآخر، فبالزواج يكون كلّ منهما قد حقّق رغباته النّفسيّة والجنسيّة، وقد وصف الله تعالى أنّ الزّوجة بأنّها سكن لزّوجها أي استقرار له وتتولّد بينهما رابطة الرّحمة والمودّة، بقول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } الروم 21.
وسيتمّ التّركيز في هذا المقال حول بيان معلومات عن زواج المتعة.
لأنه أنتشر في هذه الفترة لاسيما في الوسط الفني، يُطالعنا خبر زواج فنان أو فنانة بإرتباط غير موثق لذا فإنه يندرج تحت (زواج المتعة) .
التعرف علي الزواج في الجاهلية :
يجب معرفة بأن الله أوجد البشرعلى الأرض وجعل بينهم سُنّة الزّواج للتّكاثر وللحفاظ على النسل، وأن يكون هذا الزّواج والتّواصل بين الجنسين بطريقة سويّة وشرعيّة، لعدم اختلاط الأنساب وضياعها، ولكن بعض البشر شَذّوا عن الفطرة الإلهية واختاروا أن تكون علاقتهم بالجنس الآخر علاقة حيوانيّة غير شرعية، فمن أنواع الزّواج في الجاهلية -:
1- الزّواج الشّرعي:
المتعارف عليه اليوم، وقد أقرّه الإسلام، وكان هذا السّائد في قريش.

2- نكاح الاستبضاع:

يرسل الزوج بزوجته عند طهرها من الطّمث إلى ملِكْ أو أمير أو وجيه لتحمل منه ثمّ تعود إليه.

3- نكاح المقت :
وهو زواج المرأة التي مات عنها زوجها من وريثه، سواء ابنه أو قريبه، وإن شاء منعها من الزّواج مدى الحياة .
4- نكاح البدل:
وهو مبادلة الزّوجات مع وجود العوض لأحد الزّوجين .
5- نكاح الخدن:
هو إتّخاذ الأخدان وإنشاء علاقة سرّيّة معهنّ، وهذا كان جائزًا، ولكن الجهر به لؤم.
6- نكاح الشّغار:
هو أن يزوّج الرّجل إبنته أو أخته مقابل أن يتزوّج أخت ذاك أو إبنته وكلّ واحدة منهما مهرٌ للأخرى.
7- نكاح البغاء:
كان هذا عند العرب خاصًّا بالإيماء فقط . ومعنى الايماء (يعني الرّق أو العبيد) .
8- نكاح الظّعينة:
وهي السّبية التي سباها خلال المعارك فيما بينهم فيحق له أن يتزوّجها دون خِطبة أو مهر.
9- زواج المتعة:
هو الزّواج من إمرأة لمدّة معيّنة، وسيتمّ التّركيز لاحقًا حول معلومات عن زواج المتعة.

حكم زواج المتعة عن أهل السنة :
لقد أفتونا بعض علماء الأمة الإسلامية بحُرمة زواج المتعة وأنه من الأنكِحة الباطلة، وقد نقل عدد من علماء الأمة الإجماع على تحريمه تحريماً قاطعاً بعد أن رخص به عند الأوائل، ومن هؤلاء العلماء ابن المنذر والقاضي عياض، والإمام الخطابي، وقد أستدل علماء الأمة على تحريم نكاح المتعة من كتاب الله تعالى وسنّة نبيه الكريم، فمن القرآن الكريم قوله تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانُهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادُون) .
والاستدلال في الآية الكريمة أن زواج المتعة لا يعتبر كالزواج الشرعي الدائم، ذلك أن عقد زواج المتعة لا يترتب عليه حق التوارث بين الطرفين، كما لا تنطبق عليه أحكام عقد الزواج الشرعي من العدة والطلاق الثلاث، كما لا تعتبر المتزوجة بصيغة المتعة مِلكْ يمين لأنه لا يحق بيعها أو شراءها وبالتالي يكون نكاح المتعة نوع من أنواع الإعتداء التي ذمها الله تعالى في كتابه العزيز، وأما أدلة تحريم المتعة من السنة النبوية فقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله

روى سبرة بن معبد الجهني حديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آاله الكرام وسلم قال :
“يا أيها الناس، إني قد كنت إذنت لكم في الأستمتاع من النساء، وقد حرّم الله ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهنًّ شىءٌ فليخلِ سبيله، ولا تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً . المصدر : صحيح مسلم .

السبب في تحريم نكاح المتعة بعد إباحته :
والسبب من تحريم نكاح المتعة بعد إباحته فهي أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سكت في بداية الأمر عنه لأنه كان معروفاً عند أهل الجاهلية حتى جاء أمر الله تعالى بتحريمه فبلغ النبي المسلمين بذلك، وأما سبب التحريم أنه زواج فاسد لا يؤدي إلى بِناء الأُسرة أو الإستقرار بين الزوجين، بل هو يشبه إستئجار البغايا، بينما تجد الزواج الشرعي في الإسلام زواج دائم، لا يتفرق فيه الزوجين إلا عندما تستفحل الخلافات بينها فيكون الطلاق أهون الشرين .
الختام:
يعدّ الزّواج الشرعي رباط قويّ بين الرّجل والمرأة، حيث يساعد على عفاف النّفس وصونها من الوقوع في الحرام واستكمال الإنسان به نصف دينه، ولقاء ربّه به على أحسن حال من الطّهر والنّقاء، ويساعد على التعاون فيما بين الزّوجين على مواجهة مصاعب الحياة بمتعها ومتاعبها الصّعبة، كما أنّه يبعث على الطّمأنينة في النّفس البشريّة، ومن خلاله يحصل الإنسان على الأنس والاستقرار النّفسيّ
ولعدم زواج المتعة قال الله تعالى في سورة النساء:
{وإن خفتمْ أَلا تُقسطُوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مَثْنَى وَثُلاَثَ ورُباع فإن خفتم أَلا تعدلو فواحدة أَو ما ملكت أَيمانكم ذلك أَدنى أَلا تعولوا} الاية رقم3.

Related posts

Leave a Comment