بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
في زمن الخِداع يكونُ قول الحقيقة عَملاً اجراميا.ولأنَّهم اتّخذوا الكَذِبَ ديناً فإنّهم يتّهمون الصادقين بالإلحاد
جرئ في القول جبان عند العمل، وعامي في ثقافته ملتو في أساليبه، ومؤثر للسلامة على التضحية، ومغرور يقدر نفسه بأكثر مما هي عليه، وضعيف يسيره من هو أخبث منه. كاذب على اقرب المقربون , حتى على نفسة
الكذب أصبح عادةً طبيعيّةً ومتوقّعةً من الجميع، تجد بعض الأشخاص يكذب لأنّ غيره يكذب، ولأنّه الأمر الطّبيعي في مجتمعه، وهذا أمرٌ خاطئ، ومبرّر أقبح من ذنب الكذب.
قد يعتقد البعض أنّ الكذب هو الطّريق الأسهل للنّجاة، ولكنّ العكس صحيح، فالكذب أصعب من قول الحقيقة، لأنّك بقولك للحقيقة، لن تضطر إلى التّفكير بالأمر مراراً وتكراراً، وتحاول تذكّر كلّ التّفاصيل، لتعيد قولها بنفس الطّريقة ,إن الكذب يتطوّر مع الزّمن ليتحوّل إلى فنّ من الفنون الرّاقية، وعلينا أن نفهم هذا قبل فوات الأوان. في غمرة الموت تستمر الحياة.. في غمرة الكذب تستمر الحقيقة.. في غمرة الظلام يستمر الضوء. وفى غمرة اليأس يأتى الآمل
الشخص الذي يكذب على نفسه ويستمع لتلك الأكاذيب يصل إلى درجة أنه لا يستطيع تمييز الحقيقة مع نفسه أو مع من حوله، وسيفقد الاحترام مع نفسه ومع الآخرين .هناك جمال في قول الحقيقة، وإن كانت مؤلمة. أولئك الذين يكذبون، يحرفون أمور الحياة ويتلاعبون بها، من حياة قوية مشرقة إلى مظلمة ضعيفة. ولكن الأكاذيب تدعم فقط العيوب التي لدينا، إنّها لا تعلم أي شيء ولا تساعد بأي شيء ولا تصلح أو تعالج أي أمر كان. كما أنها لا تطور من شخصية المرء ولا من عقله.لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع , فقد تمتلك الكذبة الواحدة ما يكفي من الطاقة لتدمير الكثير من الحقائق.فهناك القليل من الأسباب لقول الحقيقة، وهناك عدد لا نهائي من الأسباب لقول الأكاذيب.