رجاء سيادة الفقيه ،،،،

بقلم كامل برج

لقد ألفت النفس ذلك الحديث المتميز والكلام الأصيل الذى تتسابق معانيه الى نفوس السامعين ، وتنفذ مراميه الى أعماق القلوب ، لاسيما إذا كان محدثك لا يعرف التحيز لغير الحق ، ويحرص دائما على إصابة كبد الحقيقة بصدق لا يشوبه عوج ولا عرج ولا إلتواء ،
* أم أن تتغلب الاهواء على نفوس المغرضين وتجنح بهم رياح المصالح والأغراض فتحيد بهم عن الطريق السوى ، وتقذف بهم الى خضم الخلافات ، إما لهوى أو غرض أو حب للظهور أو لمجرد نقد حتى لو كان مجافيا للحقيقة أو بقصد المخالفة التى يظنها متفقه مع الصواب ،
* هذه الظاهرة ولا سيما فى الجانب السياسى والتى جعلت من المتحدثين فى هذا الجانب مجموعة كثيرة حتى وصل الأمر الى اعتقاد البعض منهم أن من لم يتحدث فى السياسة فقد جانبه الصواب وعزف المثقفون وذو الخبره بحق عنه
* نتيجة لذلك فإنه قد ظهر فى المجتمع حالة من السيولة السياسية شارك فى صنعها القاصد وغير القاصد من أفراد وجماعات وتوجهات مختلفه وبلغ ذلك الى حد التباين والاختلاف والإنقسام والتناحر والتفرقة فى الرأى والأسلوب والمقدمات والنتائج ،
وظلمت السياسة لأن الكل يتحدث بإسمها وهى لا تدرى ،
يذكرنا هذا الأمر بقول الشاعر أبو تمام ( يقضون بالأمر عنها وهى غافلة)
*مثل السياسة مثل جميع المجالات التى تحتاج الى علم ودراسة وتمكين وذكرنى ذلك بموقف مر بى فى أحد الأيام عندما كنا أنا وصديق نسير فى طريق العودة الى المنزل من مدينة طنطا الى قرية نواج فى وقت متأخر من الليل فوجدنا شخص من نفس القرية فتوقفنا ليركب معنا وكان صديقى خريج جامعة والذى ركب معنا لم يحصل على الإبتدائية حتى وكان الغريب فى الأمر أنه منضم الى جماعة دينية مضحوك عليه ونصب نفسه خبير فى الدين بقصد انه يبلغ عن رسول الله ولو اية
وظل طول الطريق يفتى ويعلمنا الدين كأنة مفتى الجمهورية أو شيخ الأزهر
وكنا نسمع فى إستغراب لدرجة أننا ندمنا لوقوفنا له أصلا وفى آخر الأمر سألنا هل كل ذلك بعلم لك لأننا نعلم كل شىء عنة طبعا فقال هى دروس وقال رسول الله بلغو عنى لو آية ،
نظرنا الى بعضنا فى زهول وتعجب وعرفنا حجم المأساه التى أصبح الوضع عليه ،
* نرجع الى السياسة وأى متفوه هذا الذى يدعى أنه يعلم ماخفى فى دروب السياسة وكأنه خبير ويصرح ويسهب ويعلق ويفتى بما تمن له من رأى ويشارك فى حديث دون فهم أو تمييز ،
نحن نتحدث على استحياء فى هذا لكى نخرج من معلمنا كل ما لديه من خبرة ومعرفة فى هذا المجال ونصر حتى فى جميع الآراء على أخذ رأيه أولا حتى نتواصل بين الأجيال ونجنى ثمار هذا لنا وللمجتمع ولن نترك هذا الرجل الذى نحبه ونحترمه حتى يفيض كل علمه لنا وللمجتمع وهذا واجب منه وفرض عليه
ياسادة احموا أنفسكم وأرحموا السياسة وإعلموا أن الإفتاء له أصول وأوانة و مكوناته وعلومه، وأن لكل مقام مقال ،
و(اتركوا صناعة الخبز للخبازين ) فالوطن لم يعد يتحمل والسياسة ليست علم الخيال والشطحات والإدعاءات والزعم الباطل ،
يا سيادة الخبير أو المفتى او المحلل بغير علم ارحم نفسك رجاء وكن أمينا عليها ، فإن فعلت ذلك فبها ونعمت والله من وراء القصد وهو ولى التوفيق
تحياتى وتحيا مصر

Related posts

Leave a Comment