مصطفى الفقي يسرد في مذكراته أول صدام بين البرادعي وجمال مبارك
روى الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية في مذكراته بكتاب «الرواية.. رحلة الزمان والمكان»، الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة، كواليس أول صدام بين جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق مبارك، والدكتور محمد البرادعى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك خلال زيارة البرادعي إلى القاهرة قبل ثورة 2011.
وأضاف «الفقي»: كانت تجمعنى علاقات طيبة بالدكتور محمد البرادعى من حياتنا في فيننا، وقد ساندته عندما كنت سفيرا لمصر بالنمسا في تولى منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفتحت له قنوات اتصال بالرئيس مبارك عقب انتخابه، متابعا: وفى إحدى زياراته للقاهرة، جاء الدكتور محمد البرادعى، وكان آنذاك في منصبه الرفيع، وقد علم جمال مبارك بوجوده في القاهرة، فبادر ودعانا لتناول الإفطار معه.
وواصل الفقي: وكان معنا الدكتور محمد عبداللاه، الأمين العام المساعد السابق للحزب الوطنى، وأمطره البرادعى يومها بحزمة من الانتقادات الحادة حول سلوك الحكم في مصر، وأداء الحزب الوطني الذي يتولى جمال أمين لجنة السياسات به، واستمع إليه جمال مبارك في صبر وبشكل مهذب، واعترض عليه في بعض الأشياء فقال البرادعى بعد اللقاء: «أرغب في زيارة منطقة عشوائية».
وأشار «الفقي» إلى أنه بالفعل ذهب البرادعي إلى منطقة إسطبل عنتر، وعاد منها فى حالة حزن شديد، وله حق فهو قادم من فيننا أجمل عواصم العالم، والمقارنة قاسية، وقد قال متأثرا: «دخلت إلى غرفة بدون سقف وشبابيك، ويسكن بها تسعة أشخاص، وأقرب مكان لقضاء الحاجة يحتاج إلى السير على الأقدام ما يقرب من خمس دقائق، بالله عليك كيف يصنف هؤلاء القوم بأنهم آدميون؟ كيف في ظل تلك الأوضاع البائسة أن نرى حفلات زفاف مجتمعنا تتكلف الملايين»، لافتا: فقد سمع البرادعى عن حفل زفاف، قيل أنه تكلف إقامته حوالي سبعة عشر مليون جنيه، وبهذا المبلغ يمكن أن يشيد منطقة سكنية ينتقل إليها سكان إحدى المناطق العشوائية.