بقلم إيمان سليمان كاتبة حره
كان في العهد القديم حلم أي فتاة مهما كان علمها وقدرها وحسبها ونسبها أن تكون زوجة وأم وان يكون لديها بيت لا مثيل له وأن يكون بيتها نموزج للبيت الناجح والسعيد ، وكان أيضا حلم الفتي أن يصبح رجلا مسؤولا وناجح في المجال الذي يحدده لنفسه ويستطيع أن يؤسس بيتا لا مثيل له وأن يحقق أحلامه وطموحاته مع الإنسانة التي تملك قلبه ومشاعره .
ربما أن حلم الفتي والفتاة منذ عشرين عاما أصبح مختلفا عن الوقت الحالي وربما يراه معظم الشباب حاليا إنها مجرد احلام غير منطقية ولا واقعية ، وهذا ما قام به الاعلام الغربي والعربي أيضا في تغيره وتحويل حلم الاستقرار والبحث عن شريك في الحياة الي تحقيق الذات والاستقلال التام عن الآخر وأن يصبح لكل منهما احلام منفصلة ومختلفة على كل منهما تحقيقها ذاتيا بدون الحاجة إلى المشاركه والتواصل أو الزواج .
وربما ساعد هذا الإعلام المنفصل عن تقاليد المجتمع الشرقي في تحويل فكرة الزواج إلي أنها نظام غير ناجح وغير مناسب لتطورات المجتمع وأنه غير مهم للإنسان لتحقيق فكره السعادة أو الاكتفاء.
وهذا على عكس المنهج الإلهي الذي ربط سر الكون والخلق اجمع بكل كائناته في الزواج ومن اولي الإنسان ولو كان الإنسان يستطيع أن يعيش ويستمتع ويسعد بدون شريك له لما جعل الله لادم وهو في الجنة زوجة ليسكن إليها وتشاركه كل النعيم وما ادراك ما نعيم الجنة ، وهذا يعني أن الجنة وحدها لا تكفي بدون ونيس وشريك وسكن .
وهذا الدليل الذي استند إليه هو قانون الله لاستمرار الحياة ولا داعي لنشر الأفكار التي تدعوا للتخلي عنه والمناداه بشعارات زائفة تفرز مجتمعات شاذة بلا قيم وبلا أصول أو هوية وتنشر الأمراض الاجتماعية التي تهدم ولا تبني تفسد ولا تصلح وكم من أمراض نفسية واجتماعية في تلك المجتمعات المتقدمة والمتحرره والتي تنادي بالحريات وهي في الأصل مقبره للفكر السوي والقيم الإنسانية الراقية ويظهر ذلك في ارتفاع نسب الشذوذ والانتحار في تلك المجتمعات.
واذا رجعنا للتراث العربي فنجده اكبر مدرسة في تربية الأبناء والبنات على كيفية تكوين بيت صالح لمجتمع صالح ويذكر ذلك في وصية المرأة العربية لابنتها ووصيا لقمان ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا ما سوف أرسدهم لكم في مقالي القادم بإذن الله تعالى في تربية
,, الجيل الصالح،،