الأحزاب بين مطرقة الرفض و سندال التغيير

 

كتب / رضا محمد حنه

من المفارقات أن الاحزاب السياسية تطمح إلى أن تحكم دولاً، على الرغم من أن بعض الاحزاب ذاتها كثيرا ما تفتقر إلى القدرة على أن تحكم نفسها .
وهناك دوماً حالة من الشد والجذب داخل الاحزاب السياسية بين الحاجة للتجاوب مع الناخبين على المدى القصير وبين تطويرالاسترااتيجيات والاهداف الطويلة الامد .
وعلى وجه الخصوص ، كثيراً ما تضطر الأحزاب السياسية للتركيز على أزمات خارجية تواجهها في الامد القصير، على حساب وضع إستراتيجياتها للامدين المتوسط والطويل، وتطوير هياكلها التنظيمية الداخلية بما يدعم تحقيق تلك الاستيراتيجيات .
ويؤدي ذلك إلى إضعاف فرص الاحزاب السياسية في البقاء على المسرح السياسي المتقلب في أغلب الاحوال ، ولا سيما في بعض الاماكن و في المقابل ، فإن ذلك يؤدي أيضاً إلى إضعاف ثقة الجمهور في الاحزاب السياسية باعتبارها قناة للتمثيل السياسي وممارسة الحكم .

إلا أن امتلاك القدرة على النظر إلى المستقبل وتوقع التطورات
هو وحده ما يتيح للاحزاب السياسية أن تستعد بما يكفي لمواكبة ما يستجد من مطالب مجتمعية وتغيرات ديمقراطية .

وتقدم هذه الاداة وسيلة عملية لمعاونة الاحزاب السياسية على التخطيط الاستراتيجي، إذ تقدم للجهات المعاونة والاحزاب السياسية على حد سواء، منهجية للقيام بذلك التخطيط خطوة
بخطوة.
فإذا كانت الاحزاب السياسية تود أن تستعد على نحو ملائم لما قد يأ تي به الغد من تطورات سياسية و خدمية مجتمعية، يتعين عليها أن تستثمر في هياكلها التنظيمية وأساساتها .
ولا يتأتى ذلك إلا إذا كانت هياكل الحزب السياسي وأساليبه التنظيمية تعكس بالقدر الكافي المشهد الحياتى اليومي المتقلب الذي يحيط به .
ويعنى ذلك ضرورة التحليل المستمر للبيئة المحيطة والتأقلم مع التطورات الجديدة بالاستعانة بمساهمات قطاع عريض داخل تشكيلات الحزب و إمكاناته المعنية .
ولقد ثبت بما مضى أن الاحزاب السياسية بوسعها أن تعيد بناء نفسها لتصير مستدامة. والتوقعات المتكررة في العقود الماضية بقرب انقضاء عهد الحزب السياسي ، بوصفه الكيان الاساسي للمشاركة والتمثيل في الانظمة الديمقراطية قد ثبت خطأ هذه التوقعات
حتى الان .
فبعض الاحزاب السياسية قد تخطى عمرها المئة عام
وهو عمر لم تبلغه إلا حفنة قليلة من الشركات وسائر المنظمات الخاصة .

و في الوقت ذاته،

فإن ما لا يتطور مآله أن يذوي ويموت،

والاحزاب السياسية تحتاج أ لن تتأقلم وتتغير لتلبي احتياجات المواطنين .
فظهور الحركات الاحتجاجية على الاحزاب التى يقودها مواطنون في جميع أنحاء
العالم في الاونة الاخيرة، وضع ا أ لحزاب السياسية أمام تحدٍ لايجاد طرق جديدة لتمثيل مجتمعها، خشية أن تحل محلها أساليب أكثر مباشرة للمشاركة الديمقراطية.
ولعل التكنولوجيا الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي التى تيسر
تعبير المواطنين عن آرائهم السياسية ، تشكل تحدياً آخر أمام الاحزاب السياسية التى لا ترى حاجة لتغيير أساليب عملها .
وتعد أداة التخطيط الاستراتيجي للاحزاب السياسية هذه ، مساهمة يمكن للاحزاب السياسية حول العالم أن تستعيين بها لتعزيزمحاولاتها لنيل اهتمام وثقة مواطنيها. ونأمل أن تجد الاحزاب
السياسية في هذه الاداة، التى لاقت نجاحاً في اختبارها الاول في احدى الدول الديمقراطية المتعددة الاحزاب مورداً يعينها على تحسين مكانتها العامة وتعزيز فرص نجاحها في الانتخابات .
وعلاوة على ذلك، فالنهج العملى المختصرالذي تتبعه الاداة في التخطيط، بالاستعانة باستمارات العمل
و الاعداد التدريجي خطوة بخطوة، مصمم خصيصاً لييسر على السياسيين المشاركة في التخطيط في خضم الزحام الذي يحفل به عالم الاحزاب السياسية .

و أخيراً

لابد للنظر في مجال الاحزاب السياسية، و عمليات الاصلاح الدستوري للاحزاب السياسية
و من مبادئ الممارسة السياسية ،و معرفة التخطيط الاستراتيجي للاحزاب السياسية
و الحوار الحزبي وايضا التمويل السياسي و المادى .

و دمتم بالف خير

Related posts

Leave a Comment