جثامين في المستنقع

كتبت
هويدا عوض أحمد
نعم أري المشهد الحالي بهذا الشكل. الوضع أصبح مذريا حد التصور والموت الاخلاقي بالملايين كل ثانيه في قاع مستنقع ووحل وخروج تلك الارواح من أجسادهم تشكل اشباحا غير مستقره وغير ساكنه في أثير هذا الكون لتصبح شياطين تنشر سموم أفكارها الشيطانيه وتشعل النار في الهشيم
ربما يقرأ كلماتي هذه عشره او مائه وربما ألاف علي احسن تقدير
وهنا يكمن مربط الفرس. فكل الثقافه والتنوير والعلم والادب والشعر والرقي والفضيله أصبحت شعوبنا العربيه غير معنيه تماما بها لا من قريب ولا من بعيد
اقلامنا لا تصل لقراء ولا تنمي فكرا ولاتهذب اخلاقا ولا تغرس قيما ولا فضيله لانه لا يوجد قراء غير نحن. الطبقه المثقفه تحدث بعضها ان وجدت بالاساس
فكل منتداياتنا وأمسياتنا الثقافيه والمؤتمرات والتكريمات نتداولها فيما بيننا ونقوم بتوثيقها بالصور علي صفحات الفيس بوك وصفحات الصحف الإلكترونيه التي قد تعطب ايضا ويذهب التوثيق في الهواء
او قد تكتب في صحيفه ورقيه وتصبح يوما ما فوطه لتلميع زجاج المنزل او كيسا لبعض الاطعمه لأننا ببساطه نبيع بضاعه كاسده شديده الكساد.
نعم اختنق ويكاد الياس ينتابني عندما اري فتيات وسيدات يقمن بعمل فيديوهات لنشر القبح ونشر كلمات تثير الغرائز والفتن ولم يعد الأمر قاصر علي الفنانات والرقصات والروسيات والارمنيات ولحومهم الرخيصه
أصبح اليوتيوب وغيره وسيله رابحه للعري والخلاعه التي تجد رواجا واسعا ومشاهدات بالملايين ويتربحوا من خلالها
تستهدف كل شرائح المجتمع الصغير والكبير المثقف والجاهل
وبالمقارنه بما نكتبه انا وزملائي من كتاب ومثقفين لا نجد من يقرأ ويتابع او ان نري اي بصيص أمل ان نغير شيء في المجتمع
فلا كلماتنا تسلي ولا تطعم جائع ولا تحارب فساد ورشوه ولا تحبط محاوله هدم ولا توقف نزيف استغلال ولا تبني عقول ولا تسمو بفكر ولاتعطي حلولا للفقر لماذا؟
ببساطه لانها لا تجد قراء ولا تتبناها الدوله ولا تجمع افكار المبدعين لتنتج منها مشروعا ثقافيا قابل للتنفيذ علي ارض الواقع
تخيلوا معي ان كان كل من نبثه من قيم يصل لفكر اغلب شرائح المجتمع
كل الموبقات والامراض المجتمعيه والإدمان والنفسيه والروحيه والفقر والجهل بالتدريج سيقل
أمة إقرأ لا تقرا فهي الأن مشغوله بالصدور العاريه والمخدرات والركض وراء الغرائز
ثم تأتي الشريحه الأكبر والعظمي وهي تلهث وراء لقمه العيش فالفقر والعوذ يداهمنا من كل مكان
الشباب أصبحوا كهول من البحث عن فرصه عمل توفر لهم أن يعيشوا حياه كريمه
وصاحب الأسره لا ينام من التفكير في توفير حياه عاديه جدا لأولاده فقط طعام وشراب ومدارس
متطلبات الحياه تكبلنا جميعا وتؤرق مضاجعنا ليلا ونهارا
سيعود المنزل منهك القوي ينام بضع ساعات ليعاود الكره من جديد
وهكذا الزوجه التي تعمل او لاتعمل فلديها منزل واولاد ومذاكرتهم وتتبع احوال الاسره
وان تابعت هنا وهناك علي فترات متباعده
فلا وقت للمجتمع أن يقرا ابيات للشعر او ان يقرا قصه هادفه او أن يتثقف سياسيا أو حتي يتابع الحركه الفكريه من مؤتمرات وشعراء وصحفيين وكتاب إلي أخره
الشاهد فيما ثردت لابد ان نقوم بصحوه حقيقيه ونعلم جيدا احتياجات الاغلبيه من المجتمع
وهي الخلاص من الفقر والجهل والمرض لانهم مرتع للوحل ومدفن لجتامين المجتمع باسره في مستنقع تسكنه الارواح الشريره التي تتزايد كل يوم
أري ان دورنا هذه الفتره من الذمن ان نكتب ونخطط ونتكاتف مع الدوله للخروج من الفقر بشتي الصور
نعمل الحاله الفكريه والسياسيه في خلق جو وحاله استنفار وإنتماء وتكاتف مع كل مسؤل لوضع خطه ومشروع قومي كبير في ربوع الوطن وفي كل شبر ونجع وكفر
عندما يستقر الفرد نفسيا بعمل دائم ومصدر دخل محترم يسد احتياج اسرته نستطيع بعدها ان نبث له علما او أدبا ويستمتع ويسمو حينها عندما يسمع قصيده تحرك أشجانه وعواطفه
الشعوب الفقيره ليس لديها رفاهيه الفكر ومتابعه الثقافه
الشعوب الفقيره ماهي إلا جثامين ميته نفسيا ومعنويا تعيش بارواح غير مستقره وغاضبه من كل شيء تغلي وتسكن مستنقع العوذ والحاجه وتتعايش مع كل الشرور مجبره
اللهم فكرا يطعم مسكين ويكسو عاريا ويأمن مستقبل شاب ويعالج مريض و يجبر خواطر مكسوره

Related posts

Leave a Comment