بقلم الشيخ السيد العباسي.
احبابي وجب علينا أن نعلم اننا لم نُخلق لا لجمع مال أو امر من امور الدنيا….
انما مافي الدنيا وسيلة لتحقيق الغاية
الا وهي أن الله خلقنا للعبادة..
ولو سألنا انفسنا… من نعبد. ؟
قف هنا وقفة المتدبر المتفكرفيها (اي الكلمة)
ستجيب بخوف ووجل…..
……الله…….
ماذا تعني عندك الكلمة.
تعظيما وتوقيرا لها في قلوبنا.
والله لو نعلم قدر عظمة ومحبة الله في قلوبنا لتغيرت حياتنا…
لأنه نتعامل مع الله سبحانه.
فكلما زادت خشيته والخوف منه كلما زادت اعمالنا اخلاصا وصدقا..
لاننا نتعامل مع الإله المعبود الذي يعلم السر وأخفي ويعلم عنا مالا نعلمه عن انفسنا فقال سبحانه (إن الله لايخفي عليه شيءٌ في الأرض ولافي السماء..آل عمران )
ولذلك… نتعامل مع الذي يعلم خبايا النفوس ؛ ونيات العباد ؛ وماتفكر فيه العقول ؛ ..
ولذلك فإن المخلص وغيره لايعلم اخلاصه وصدقه الا ربه..
والعاقل منا يقف ويقول….
ان عليه في دنياه أن يرضي ربه ومولاه لأنه هو من وهبه الحياه التي يعيشها وقد خُلق للعباده فكيف يحيد عن الطريق المستقيم..
ويبحث عن شقائه وتعبه وألمه بنفسه..
وذلك.
ببعده عن ربه ؛ وهدي نبيه.
بل ويسول له الشيطان طرق الشر فيحب المال للمال والولد للولد والسلطه للسلطه وغيرها..
قل لنفسك…
ابدا ابدا ابدا..
ان العاقل السوي صاحب العقل المستنير ..
يقول إن الباعث الحقيقي لكلمة (لوجه الله)
هي ان أُرضي ربي في قولي وعملي وأن أحرص علي انكار الذات وارجوا في عملي الإخلاص.
لأن الانسان يسأل نفسه هل هذا العمل مقبول أو غير مقبول ويحرص علي تجديد النية..
فكلما كانت النية صالحه تضاعف اجر العمل وثوابه أضعافا كثيره وكلما زاد اخلاصه تعاظم ثوابه فكان بالدرجات العليا بحسن الطن وصدق اليقين وكان العمل عند الله مقبول..
لان عمل واحد وطاعة واحدة يمكن للانسان ان ينوي بها نيات خير كثيرة فيكون الثواب اكبر..
لأن الاصل في اى عمل أن يتجرد صاحبه من اي مصلحة دنيوية..
فلاينظر الي من آذاه او تسبب له في اذي..
لان من يعمل الخير ويقصد به وجه الله لايهمه الشخص الذي يقدم له المساعده بل يتجاوز كل انواع المشاعر التي يكنها له.
ويتذكر قيمة العمل لوجه الله لأنه يتغلب علي نفسه الأمارة بالسوء ويرتقي بحسن عمله وطاعته لربه الي عنان السماء.
لأنه يعلم أن الله سبحانه يجازي بالإحسان احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا.
وإن اعظم المكافأة من الله لعبده في الدنيا…
أن يطيب له سمعته ؛وسيرته بين خلقه ؛ ويجعله من احب الناس الي الناس ؛ ويرزقه من حيث لايحتسب ويجعل له نفسا راضية
فعمل الخير لوجه الله يعود للإنسان بالخير العميم الكثير في الدنيا والآخرة وهو المطلوب..
نختم ونقول…
ليس كل نيه لصاحبها يؤجر عليها دائما وانما ان يكون هذا العمل ُيتقرب به العبد الي الله بما شرعه الله وعلي هدي الحبيب رسول الله..
لأن شرطا قبول العمل لوجه الله.
الاخلاص والمتابعة لرسول الله.
وقال سبحانه (ليبلوكم أيكم احسن عملا)
قال الفضيل بن عياض..اي اخلصه وأصوبه وإن كان خالصا ولم يكن صوابا فلن يقبل ؛ وإن كان صوابا ولم يكن خالصا فلن يقبل..
وانما الخالص اذا كان لله والصواب ماكان علي هدي رسول الله.
وقال مطرف بن عبد الله… صلاح القلوب بصلاح الأعمال وصلاح الاعمال بصلاح النيه.
ومع الجزء الثالث.
والله اعلم