كلمة في نصر أكتوبر

 

بقلم :سهيلة سالم

إن نصر أكتوبر ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك قدرة مصر علي تخطي الصعاب وتحطيم المعجزات لأن ماقامت به مصر في حرب أكتوبر يدعو إلي التأمل والدهشة فكيف أستطاعت مصر بإمكاناتها المتواضعة أن تهزم إسرائيل تلك الأسطورة التي كانت مدعومة من أمريكا بكل وسائل القوة فضلًا عن دعم كل يهود العالم ، إسرائيل التي وقف العالم يصف لها إعجابًا بما أحرزته من نصر علي مصر في حرب الخامس من يونية عام سبعة وستين وتسعمائة ألف من الميلاد ، إسرائيل التي وضعت نفسها بعد أن احتلت سيناء في حصن حصين وموقع منيع يستحيل اقتحامه ممثلًا في خط بارليف الذي أقامته علي الساحل الشرقي للقناة والساتر الترابي الذي يتراوح ارتفاعه من خمسة عشر مترًا إلي عشرين مترًا وخزانات المواد الملتهبة التي تحول سطح القناة إلي نيران تلتهم كل من تسول له نفسه نزول القناة .
إن من ينظر إلي تلك التحصينات يوقن أنه لا يمكن لمصر أن تقترب مجرد إقتراب من القناة ولكن متي كانت الصعوبات تخيف مصر أو تعيقها ؟! ومتي كان المستحيل يعرف طريقه إلي قلوب المصريين ؟!

إنها مصر بقاداتها وزعمائها وأبنائها العظماء ، مصر التي وصلت ليلها بنهارها مستمدة العزيمة من ماضيها المنير وقفت تدافع عن حقها بقبضة من حديد ؛ لتسترد حقها فحطمت كل حاجز ودكت كل مانع وقضت علي وهم إسرائيل بأنها أسطورة واستردت أرضها بعظمة وشموخ في شهر أكتوبر عام ثلاثة وسبعين فأكتوبر لم يكن نصرا عسكريًا فحسب وإنما هناك أكثر من أكتوبر سجله التاريخ بحروف من نور
وهناك أكتوبر العسكري وهو ذلك العبور الظافر الذي غير الكثير من مقاييس الفن العسكري وحساباته وأكد شجاعة الجندي المصري وقدرته علي استخدام الأسلحة الحديثة بمهارة واقتدار .
وهناك أكتوبر العربي الذي شمل العرب وجعل من وحدتهم عملا إيجابيًا بعد أن كانت شعارًا يتغني به .
وهناك أكتوبر العالمي الذي لفت أنظار العالم إلي روعة النضال المصري وقدرة العقل المصري في التخطيط والتنفيذ مما جعل العالم يقف احترامًا لمصر بعد أن كان يصفق لاسرائيل .

وأخيرًا وليس آخرًا

إن هذا النصر أجبر إسرائيل علي أن تجري وراء مصر طالبة السلام ذلك السلام الذي هو أجمل ثمرة أنتجها هذا النصر ، فبذالك السلام انطلقت سواعد المصريين تحمل في يد سلاحًا يؤكد أمنها وفي اليد الأخري آلة ومعدات وأدوات كي تزرع وتبني وتعمر فزرعت تلك الأيادي أرضًا واسعة وغرست مدنًا جديدة تجاوزت سبع مدن جديدة كالسادس من أكتوبر والعامرية وبرج العرب وغيرها .
حققت للمصريين سعة بعد أن كانوا محصورين في الشريط الضيق المعروف بوادي النيل .

ومازال قطار البناء والتعمير يسير بخطي واثقة وسريعة ليصل نشاط الأمس بنشاط اليوم ممثلًا في قيادة مصر الرشيدة المخلصة الممثلة في الرئيس ” عبدالفتاح السيسي ” ذلك الرجل المخلص الذي انتشل مصر بشجاعة وجرأة من وسط الارهاب ونهض بها إلي مكانة تليق بها كأكبر دولة حيث : الإنجازات التي لا تعد والتي شملت كل مناحي الحياة في مناحي الحياة في مصر من طرق ومدن وقناة جديدة وكهرباء ومرافق وغيرها .

وهذا ما يجب أن نستلهمه من روح أكتوبر المجيدة

تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر

Related posts

Leave a Comment