التعايش مع “كورونا”: صلاة الجنازة تعود إلى المساجد غداً بعد توقف 7 أشهر.

كتبت: العنود أنس عمر .

أعلنت وزارة الأوقاف أمس عودة صلاة الجنازة إلى المساجد غداً بعد توقف 7 أشهر بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا، وأرسلت إلى جميع المديريات قوائم بالمساجد الكبرى التى بها ساحات أو صحن مكشوف يُمكن أداء صلاة الجنازة بها، فيما يعقد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، اجتماعاً عبر «الفيديو كونفرانس» بمديرى المديريات، لبحث عودة صلاة الجنازة اليوم، على أن يبدأ تنفيذ القرار بدءاً من الغد.

وقال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الدينى، إنه سيتم الإعلان عن هذه المساجد على موقع الوزارة ومواقع المديريات والتنبيه على القائمين عليها بالتزام التعليمات وأخذ علمهم بالتوقيع كتابياً على الالتزام بها، مشدداً على عدم السماح بإقامة صلاة الجنازة قبل اعتماد المساجد المعدّة لذلك من رئيس القطاع الدينى.
وأعلنت وزارة الأوقاف أن الضوابط النهائية لصلاة الجنازة ستكون، عدم إحضار الجنازة إلى المسجد أثناء الصلوات الخمس أو قبلها أو أثناء صلاة الجمعة أو قبلها، وتركها للصلاة عليها بعد الصلاة، وعدم السماح بذلك، وأن تكون مدة فتح المسجد لصلاة الجنازة من تاريخ فتح المسجد إلى غلقه، لا تزيد على خمس عشرة دقيقة على الإطلاق، ولن يُسمح لها بأى انتظار، حيث تتم الصلاة فور دخول الجنازة، ثم يتم الانصراف، مؤكدة أنه لن تفتح دورات مياه للوضوء أو خلافه.
وأوضحت أن الضوابط تتضمن عدم السماح بدخول أى شخص لا يرتدى الكمامة، وإذا لم يلتزم الجميع بالكمامة لن يتم فتح المسجد، مع الالتزام بمراعاة علامات التباعد المحدّدة بالمسجد على النحو الذى يتم فى جميع الصلوات، وعدم دخول أى عدد زائد على العدد الذى يسعه المسجد من خلال علامات التباعد الموجودة به، وأنه إذا كانت الصلاة فى صحن المسجد المكشوف يتم إحضار مفرش بلاستيك بمعرفة أهل المتوفى أو المتوفاة ليوضع تحت النعش، أما إن كانت الصلاة خارج المسجد نهائياً، فيُكتفى بمراعاة التباعد والالتزام بالكمامة لجميع المصلين.
وتابعت: «فى حال عدم وجود مسجد به ساحة أو صحن مكشوف تتم الصلاة على الجنازة عند القبر أو فى أى ساحة أو مكان مكشوف تُتاح الصلاة به وفق ظروف كل منطقة، وأن يكون للمسجد إمام وعامل معينان من الأوقاف، أو فى عهدة مفتش وعامل من الأوقاف أو رئيس قسم وعامل من الأوقاف، وستكون التجربة فى موضع تقييم مستمر، وسيتم اتخاذ القرار بمواصلة السماح بذلك أو منعه بناءً على مدى التزام المواطنين أو عدم التزامهم بالتعليمات.
وفى السياق نفسه، واصلت الكنيسة الأرثوذكسية، خطوات الفتح التدريجى بعد إغلاق عدة أشهر، لمواجهة فيروس كورونا، وأعلنت عن عودة «مدارس الأحد» والأنشطة الكنسية الأخرى بنسبة 50%، وسمح البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، باستئناف الأنشطة والخدمات الكنسية وخدمة مدارس الأحد، بنسب 50% بالنسبة للقاهرة والإسكندرية، التى تُعد نطاق «إيبارشية البابا»، على أن يتولى المطارنة والأساقفة كلٌّ فى إيبارشيته تدبير الأمور، وفقاً لظروف كل إيبارشية مع ضرورة التزام الجميع بكل الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، للحفاظ على سلامة الأقباط.
من جانبهم، أعرب عدد من الخدام بالكنائس عن سعادتهم بعودة الأنشطة والخدمات ومدارس الأحد مرة أخرى بعد حرمانهم من التطوع بها على مدار الشهور الماضية.
يُذكر أن «مدارس الأحد» اجتماع أسبوعى، ظهر لأول مرة فى إنجلترا، عام 1780، وأطلق عليه هذا الاسم لأن الاجتماع كان يقام يوم الإجازة الرسمية، وهى «الأحد» فى لندن، قبل أن تنتقل الفكرة إلى مصر عام 1908، وكانت عبارة عن درس بعد صلاة القداس، تزامناً مع إقرار الحكومة المصرية فى ذلك الوقت تدريس «الدين المسيحى» فى المدارس الأميرية، قبل أن تتطور الدروس إلى مدارس الأحد على يد الأرشيدياكون حبيب جرجس عام 1918.
وقالت ميرنا سامى، 23 عاماً، تعمل مترجمة وعلاقات عامة بالسفارة اليابانية، وتقدم خدمتها بكنيسة مارجرجس خمارويه بمنطقة شبرا، إنَّه مع انتشار فيروس كورونا فى مارس الماضى لم تنفصل فى «مدارس الأحد» عن الأطفال الصغار، وكانت تتواصل معهم أسبوعياً لمدة ساعتين يوم الجمعة عبر برنامج «واتس آب». وتابعت: «ماكانش ينفع نسيب الأطفال اللى فى سن صغيرة لوقت طويل من غير ما نتواصل معاهم»، مشيرة إلى أنَّها كقائدة «كشافة» بالكنيسة كانت تحرص أيضاً على التواصل أسبوعياً عبر الإنترنت، نتيجة توقف جميع الفعاليات بسبب كورونا.
وأضافت «ميرنا» أنها تشعر بالاشتياق على مدار 6 أشهر للكنيسة والأنشطة والخدمات التى تقدّمها متطوعة بها للأطفال، وتعتقد أنَّ كل الأنشطة ستعود تلقائياً، وفقاً لأهميتها داخل الكنيسة، مضيفة: «الإيبارشية هى اللى بتضع الخطوط العريضة لعودة الأنشطة والخدمات وتترك التنظيم للكنائس»، معبّرة عن شعورها بقيمة الواجبات الروتينية التى كانت تقوم بها عندما حُرمت منها بعد توقّفها بسبب فيروس كورونا.
وأكد ديفيد وجيه، 27 عاماً، متطوع كخادم بكنيسة الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا بعزبة النخل الشرقية منذ عام 2016، أنه عرف القرارات الخاصة بعودة مدارس الأحد والأنشطة عبر الصفحة الرسمية للكاتدرائية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، مضيفاً: «كنا متعودين كل أسبوع قبل التوقف بسبب كورونا، ويبقى لنا اجتماع نتقابل فيه ونصلى ونتكلم ونطلع رحلات، واتحرمنا من كل ده، وكنا منتظرين العودة تانى، لأن الكنيسة وأصحابنا وحشونا».
وأوضح «ديفيد» أنَّ الأنشطة داخل الكنيسة متعددة، ومنها المسرح والكورال، إضافة إلى الأنشطة الرياضية، وتنشط بشكل أكبر خلال فصل الصيف، وتكون هناك مسابقات بين الكنائس. وتابع: «سنلتزم بكل الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعى، وقياس درجات الحرارة قبل دخول الكنيسة».

Related posts

Leave a Comment