ماأشبه اليوم بالأمس

,بقلم/الحسينى أحمد المقاول/و/هويدا خلف، لاادرى من أين أبدأ لكم خاصة بعد أن أكتب إليكم أبسط المعاناة والعوائق التى تعيق الزوجة المعاقة أينما كانت ، أتدرون لماذا أخترت أبسطها لأننا حريصون ألا نحزنكم لأننا قد أحببناكم .. امرأة وجدت نفسها بإرادة من الله بأنها معاقة فهل هى مذنبة ؟ ( أريد أجابة بنعم أم لا ) ورغم ذلك تقبلت الإعاقة ، لكنها لم ترحم فوضعت فى غرفة مغلقة مظلمة لا ترى الشمس ، حرم عليها أن ترى الناس وان يروها ، حرم عليها اللعب والمرح وفرضت عليها عزلة ، وحكم عليها بالسجن مدى الحياة ، وهى لم ترتكب ذنبا ترى بعد أن تتعرف على مثل هذه الحالات فهل تترك المرأة المعاقة كما هى عليه ؟ بدون شك لابد أن نواجه الشئ الكثير من أجل التغيير ، ان امرأة معاقة أرادت أن تصبح زوجة وام وتزوجت وأصبحت أم فهل برأيكم هى ارتكبت اثما ، أرايتم لاجل تحقيق أحلامنا ورغباتنا كم تواجهنا من عوائق وتحديات أننى أؤكد لكم أن الزوجة المعاقة تعانى من التهميش المتعمد وغير المتعمد من أشقائها الرجال والنساء معا ، فالمرأة الصماء المتزوجة غير العاملة التى تنفذ أوامر زوجها وتربى أولاده ، والمرأة المتزوجة المعاقة التى لا يعمل زوجها أو يعمل بعمل غير ثابت ، ولا يجد الكثير من الرجال الصم فى مصر عملا مناسبا ، وهناك المرأة المعاقة المتزوجة من رجل غير معوق استغلها هذا الأخير ويضربها ويتزوج بأخرى غير معوقه ، فلا تتمكن الزوجة المعاقة من تدريس أولادها بسبب عدم سمعها وكونها غير متعلمة وبالنسبة للغة الإشارة فأن عدد مترجمين لغة الإشارة فى مصر قليل أن قضية النساء الصم فى مصر هى قضية مجتمع بأكمله فالقانون رقم ١٠ لسنه ٢٠١٨ تحاشى التطرق إلى ذكر المعاقة كأمرأه لها حقوق كغيرها ، وللعلم بأن المراة المعاقة تعانى من العنف بكل انواعة سواء على مستوى الأسرة، أذ نجد بأن الأسر تمتنع عن إعطاء المعلومات الحقيقية حول أسباب الإعاقة لدى المعاقة إذ تتعرض المعاقة للضرب والاهانة بالألفاظ والتوبيخ والاهمال إضافة إلى ذلك الحرمان من التعليم ، كما أن البعض لايسلمن من الايذاء البدنى .. أحيطكم علما بأن مئات الآلوف من النساء المعوقات تعانى من هذه الإساءات وأننا نأمل نحن النساء والزوجات المعوقات بأن تتناول قضية المرأة المعاقة ووضعها فى المقام الأول لست بحاجة إلى القول بأن أسباب عدم توفر الفرص والمعاملة غير العادلة للمرأة المعاقة ومن المؤكد أن للجهات الحكومية دور كبير تلعبه فى هذا الإطار وخصوصا فى مجال التمييز بين الرجل المعاق والزوجة المعاقة وتهميشها وضياع حقوقها فى ضم معاش والدها كونها زوجة .. وبوصفنا كزوجات معاقات فى مجتمع الأشخاص المعوقين نأمل بأن يكون هذا البوست بداية لجهود مستمرة تهدف إلى الإعتراف بحقوق الزوجة المعاقة كاملة واتخاذ اجراءات من شأنها مخاطبة قضايا جميع الأشخاص المعوقين وبشكل خاص تلك القضايا المتعلقة بالزوجة المعاقة ..نحن نعيش اليوم مرحلة عنوانها الدفاع عن انفسنا بأنفسنا وبالتالى ضرورة رفع قناع التهميش عن الزوجة المعاقة وشعورنا أننا غير قادرين على التعبير عما نريد ولابد أن نربح المعركة أيتها الزوجة المعاقة انتن أصحاب القرار ، أن لم تتقدمن فسنأخذ عنكن نحن الرجال مهمة الدفاع عن حقوق الزوجة المعاقة .. ووضعها فى مقدمة القضايا و نحن جزء من هذا الوطن وعلينا تقع مسئولية النهوض وخلق مجتمع متوازن تسوده روح العدل وقيم الحق والمساواة ، والمرأة المعاقة تعانى ليس كونها معاقة وكونها امرأة فحسب بل ومن كونها امرأة معاقة تعيش فى مجتمع ينظر إلى المرأة نظرة لا ترقى إلى النظرة التى يحملها إلى الذكر ، فالعديد من السيدات المعاقات يعيشن فى ظروف لاترقى الى الحدود الدنيا المقبولة للكرامة الإنسانية ، وهم مهمشون ، اسمحوا لى وباسم ١٧ مليون معاق بمصر أن نخاطب المسئولين بمصر بكل الحب والمصداقية وقدرة على التأثير ان يعطوا لقضايا الإعاقة والمعاقين الاهتمام الذى تستحقة هذه القضايا لأن المجتمع الذى يراعى حقوق المعاقين يراعى حقوق الجميع .. قضية الإعاقة ذات أبعاد تربوية واجتماعية واقتصادية ونفسية وصحية وثقافية وإنسانية ، فأن التعامل معها يلزم المؤسسات والقطاعات المتخصصة الحكومية منها والأهلية كافة تأيدا بقيمة الإنسان المعاق كيفما كان واينما كان ، إلا أن الواقع غير ذلك فهناك اشكالات عدة وعقبات تحول دون دمج المعاقين فى المجتمع واشراكهم فى التنمية الشاملة ولعل من أهم الأسباب عدم إلزامية القوانين والانظمة التى تساهم فى حماية حقوق المعاق بالمجتمع نصا وتنفيذا وتتضخم هذه العقبات أمام المرأة المعاقة حيث أنها كثيرا ما تدخل فى التهميش الإجتماعى الذى يفرضة عليها المجتمع ، ونطلب تفعيل القانون رقم ١٠ لسنه ٢٠١٨ ، وحق الزوجة المعاقة فى ضم معاش والدها ، هذا بالإضافة إلى مشكلة جمع البيانات وبناء نظم المعلومات حول الإعاقة وبسبب عدم وجود قواعد بيانات دقيقة وملائمة فأن نسبة الإعاقة لاجمالى السكان لاتزال مجرد تخمينات .. فى النهاية اخى وأختى أصحاب ذوى الهمم أقول لكم أن الإعاقة اختبار من الله تعالى ليعرف مقدار صبرك وايمانك وكما يقولون دائما ( كل ذى عاهة جبار ) وهذا بحد ذاته مدعاة للصمود .

Related posts

Leave a Comment