بقلم مصطفى سبتة
نعم قلبي معك فلسطين الحزينة
تاهت حروفي وتناثرت كالمومياء
نعم لقد ماتت فلسطين الحزينة
وظلت النجمة السوداء ظلماء
ماذا تبقى من بلاد الانبياء
لاشيء غير النجمة السوداء
بقيت لكي ترتع في السماء
لاشيء غير مواكب القتلي
و صراخ وصراخ وانات النساء
لا شيء غير سيوف داحس
التي غرست سهام الموت
سهام الموت. فى الغبراء
لاشيء غير دماء آل البيت
مازالت تحاصر وتحاصر كربلاء
فالكون أصبح مثل التابوت
وعين الشمس مشنقة بتاريخ
العروبة وسيف بطش اودماء
ماذا تبقى من بلاد الانبياء
خمسون عاماً والحناجر تملأ
الدنيا ضجيجاً ثم نبتلع الهواء
خمسون عاماً والفوارس تحت
أقدام الخيول تئن فى كمد
وتصرخ في استياء واستياء
خمسون عاماً في المزاد
وكل جلاد يحدق في الغنيمة
ثم ينهب وينهب مايشاء
خمسون عاماً والزمان يدور
في سلم بنافأذا تعثرت الخطى
عدنا نهرول كالقطيع إلى الوراء
خمسون عاماً نشرب الانخاب
من زمن الهزائم ومر اللعاب
تغرق الدنيا دموعاً بالتعازى والرثاء
حتى السماء الآن تغلق بابها
لقد سئمت من دعاء العاجزين
وهل ترى يجدى مع السفه الدعاء
ماذا تبقى من بلاد الانبياء
أترى رأيتم كيف بدلت الخيول
صهيلها في مهرجان العجز
واختفت بنوبات من البكاء
أترى رأيتم كيف تحترق الشعوب
الموت كيف تذوب عشقآ في الفناء
اطفالنا في كل صبح يرسمون
على جدار العمر خيلا لاتجئ
وطيف قنديل تناثر في الفضاء
والنجمة السوداء كل يوماً
ترتع فوق أشلاء الصليب
وتغوص في دم المأذن تسرق
الضحكات من عين الأبرياء
تسرقها من عين الصغار الأبرياء
ماذا تبقى من بلاد الانبياء
مابين أوسلو والولائم والموائد
والتهاني والمناسبات والغناء
لقد ماتت فلسطين الحزينة
فاجمعوا الأبناء حول رفاتها
وابكوا كما تبكي النساء
خلعوا ثياب القدس ياعرب
القوا سرها المكنون في قلب
الغرور والجهل وفى العراء
قاموا عليها كالقطيع ترنح الجسد
الهزيل تلوثت بالدم أرضنا العذراء
كانت تحدق في الموائد والسكارى
حولها يتمايلون بنشوة وغذاء
ويقتلون النجمة السوداء
نشرواعلى الشاشات نعيا داميا
وعلى الروفات تعانق الأبناء
بل وتصارع في العناق الأعداء
وللأسف جلسوا وتقبلوا العزاء
وامامهااختلفت وجوه الناس
صاروا في ملامحهم كلهم سواء
ماتت بأيدي العابثين مدينة الشهداء
ماذا تبقى من بلاد الانبياء
في حانة التطبيع يسكر ألف دجال
وبين كئوسهم تنهال أوطان أوطان
وتسقط أمامهم كماتسقط كبرياء
لم يتركوا السمسار يعبث في الخفاء
حملوه بين الناس في البارات
وفي الطرقات وفي الشاشات
وفي الاوكار وفي دور العبادات
وافظع من هذا في قبور الأولياء
يتسللون على دروب العار
يتكفنون في صحب المزاد
ويرفعون الراية البيضاء
ماذا سيبقى من نواقيس النفاق
سوى المهانة والكذب والرياء
ماذا سيبقى من سيوف القهر
والزمن المدنس بالذنب
والخطايا غير الوان البلاء
ماذا سيبقى من شعوب لم تعد
أبدآ تفرق بين بيت الصلاة
وبين بيت ووكر للبغاء
النجمة السوداء ألقت شرها
والقت نارها فوق النخيل
فغاب ضوء الشمس وجف
العشب واختفت عيون الماء