أيا محب فيـض ربـك أغمـر

بقلم مصطفى سبتة
سر بالليالي لاتخـف مـن وحشـة
ودع العـوازل لا تـمـل لكـرامـة
وأصدق بشـوق وابتهـج بسلامـة
هـذا العبـيـد مـؤيـد ومـحـرر
شـنـف لآذان بـصـوت مـطـرب
وأرقـى بقـرآن شريـف أعــذب
وألـزم لأستـاذ عظيـم المـذهـب
سلـم لـه كـل الأيـادي فتظـفـر
صبـر جميـل ثـم صـدق بالوفـا
سير قويم وصـف حـب قـدصفـا
وتحمـل المكـروه شوقـا للـقـى
ذاك الجـنـاب ودمـعـه يتـحـدر
ضربوا النطاق على بواطـن خمـص
طـال القيـام فروجـوا بالحـمـص
وصلوا الصيـام وجوعـوا للأنفـس
فالفطـر يـوم العيـد يـوم أنضـر
طافـوا القـدوم وقبلـوا لـلأسـود
قبل الصـلاة لـدى المقـام الأمجـد
طاب الوصـال محبـذا مـن مشهـد
سبقـوا بإحـرام وغسـل يـزهـر
ظهر الصفا بيـن الصفـا والمـروة
بالسعـي ثـم مهروليـن بسرعـة
قصـدوا الطـواف وجـددوا للنعمـة
وردوا بزمـزم فهـو مـاء أفـخـر
عرفـوا الإلـه فعامـلـوه لـذاتـه
تركـوا السـواد تملقـوا فـي بيتـه
أهمى عليهـم رحمـة مـن عنـده
حق الهنـاء وفيـض ربـك أغمـر
غنمـوا وسـاروا للمقـام الأكـبـر
جمعوا الصلاة لدى المكـان الأشهـر
وقفـوا ولبـوا للمغـرب الأوفــر
تـم المـراد وفضلـهـم لا ينـكـر
فاضوا وحلوا فـي مصـب الرحمـة
جمعـوا الصـلاة وبيتـوا للقـربـة
صلـوا بصبـح وأنثنـوا للجـمـرة
نحـروا الهدايـا فهـو يـوم أنضـر
قـروا العيـون تناولـوا للباسـهـم
حلقوا الـرؤس وبـادروا لجمالهـم
طافوا الإفاضـة قدسـوا لنفوسهـم
حـل الحـرام وكـل شـئ يحـظـر
كمـل لحجـك وأحرمـن بعـمـرة
سعـي طـواف ركنهـا مـع نيـة
طـف. للـوادع وأرحـلا بسـلامـة
باب الـوداع بـه الخـروج منـورا
لما سـرى حسـن الختـام لحجتـي
وتوقـدت سـرج القلـوب بكعـبـة
يـا سعـد. زم اليعـمـلات لطيـبـة
طب القلـوب بهـا فكسـري يجبـر
لمـا بـدا نـور المقـام الأخـضـر زاموا
وجدوا فـي الطريـق الأعطـر
رحلـوا وباتـوا بالمقـام العنبـر
هـو مسجـد وبـه العيـون تفجـر
لـمـا أرادوا للـدخـول لطـيـبـة
فازوا بغسـل مـن عيـون المنحـة
صلـوا بمسجدهـا لـرب القبـلـة
حصل الرضـا فتوجهـوا وتباشـروا
مروا وخاضوا فـي بحـار الرحمـة
دخلـوا المدينـة عرجـوا للروضـة
بـدأوا الصـلاة بهـا لـرب الكعبـة
هي روضة هـي جنـة هـي عنبـر
نهضـوا وقامـوا للسـلام بـذلـة
علـى الحبيـب المنـزل للرحـمـة
ولصحـبـه ولبنـتـه بالخشـيـة
أدوا الـسـلام ودمعـهـم يتقـطـر
هاموا وغابـوا فـي بحـار الهيبـة
فتملـقـوا وتوسـلـوا بالفـرحـة
شربوا مـن الفيـض العميـم بمنـة
تـم الـدعـاء وقلبـهـم يتفـطـر
وافى الدعـاء فأغمـروا بالرحمـة
وصفـا الـوداد فأكرمـوا بالنعمـة
زاروا البقيـع وتمـمـوا للقـربـة
فختامهـم نــد ومـسـك أظـفـر
نحظى بحور فـي قصـور العسجـد
بجـوار مفتـاح الجـنـان السـيـد
ونـرى. إلـه العـرش رب محـمـد
فنغيب عـن كـل النعيـم ونحضـر
يـوم نفيـس يالـه مـن صـفـوة
ركـب عظيـم يالـه مـن فـرحـة
بلـد شريـف يالـه مـن رحـمـة
فيـه الحبيـب والشفيـع الأكـبـر
روح الوجـود وقطـبـه وجمـالـه
إنسـان عيـن الكـون عـم نوالـه
مفتـاح بـاب الله كـم أوحـى لـه
كـم جـاءه وحـي السمـاء يبشـر
صـلـى علـيـه فــي تنزيـلـه أثنـى
عليـه وخصـه فـي نونـه
مـاذا يقـول العبـد فـي موزونـه
نعـم الحبيـب ووصفـه لايحـصـر
أسرى بـه المعبـود مـع جبريلـه
رقـاه فـوق السبـع فـي ملكوتـه
فــرآه حـقـا رؤيــة بعيـونـه
صحـت لـه ولغـيـره لا تـذكـر
أعطـاه مـا أعطـاه رب الأنبـيـاء
أعطـاه قـرآن وسـبـع مثـانـي
ولسـوف يعطـي إن قـرأه التاليـا
سر القلـوب عطـاء ربـك غامـر
بشرى لنا نحن الخيـار فـلا نخـف
يـوم القيامـة حظنـا فيـه التحـف
نردوا بحوض المصطفى عالي الشرف
والمجمـع الفـروس فيهـا نحضـر
أحسـن ختامـي يـا ودود بمـنـة
واجعل خروج الروح منـي كنومـة
متشـوقـا متهـلـلا بـشـهـادة
حسبـي الرحيـم والنبـي الطاهـر
إنـي سألتـك يـا عظيـم بحـقـه
متـوسـلا بجـانـبـه وبـآلــه
وبصحـبـه والتابعـيـن لنهـجـه
لطفـا يعـم الحاضريـن وينـشـر
بالقطـب والسـادات أهـل طريقتـي
وبسائـر الأقطـاب أهـل حقيـقـة
وبجملـة العلمـاء أهـل شريـعـة
جـد لـي بفتـح للقلـوب يعـمـر
لاسيمـا البسطامـي عالـي الهمـة
يدعى بطيفور إبـن عيسـى عمـدة
بأبـي يزيـد كنـه هـو قـدوتـي
مـلأ القلـوب بحـبـه المتفـطـر
غوث الخليقة كـم لـه مـن منحـة
قطب الحقيقة كـم لـه مـن حجـة
قـد عـذب الأنفـس مديـم الأوبـة
يحمـي الجنـود وجـاره لا يحـقـر
قـد عـاش سكـران بحـب تيمـا
ودام فــي محبـوبـه مهـيـمـا
وحاجج الملكيـن فـي قبـر سمـا
أنـواره فــوق الأحـبـة تظـهـر
إنـي عبـيـد نعالـكـم ونزيلـكـم
في بـاب ساحـة جودكـم ونوالكـم
منـوا علـي بقطـرة مـن فيضكـم
صفـر اليديـن عبيدكـم ومقـصـر
يدعـى بأحمـد إبـن عبـد إلهكـم
ظمـآن صديـان علـى أبوابـكـم
ياسادتـي سدتـم علـى أقرانـكـم
خصـوا العبيـد بمنـحـة وتـكـرم
جـد لـي وإخوانـي وكـل أحبتـي
علما ورزقـا واسعـا مـن فيضـه
أيضـا ونـورا رحمـة مـن منـه
أنـت الكريـم وبالإحـابـة أجــدر
يارب صلـي علـي نبـي الرحمـة
طـه زالبشـيـر خـاتـم ولرسـالـة
ولصحـبـه وآلـــه الآئـمــة ما قـام
عبـد فـي الصـلاة يكبـر

Related posts

Leave a Comment