كتب . نبيل سعد
صرح المستشار شريف حموده
في هدوء تام و دون ضجيج اعلنت مصر خلال الاشهر الماضية اعلان اتفاق مبادئ لوقف الاقتتال في ليبيا و هو ما عرف بعد ذلك باعلان القاهرة .
و هو الاعلان الذي قوبل انذاك بترحيب دولي واسع من كافة العواصم و في مقدمتها كانت باريس و واشنطون و الرياض .
و على الرغم من الاجماع الدولي بشأن اعلان القاهرة الا ان بعض المرتزقة خرجوا علينا ببعض التصريحات الاعلامية التي تقلل من شـأن اعلان القاهرة و اهميته و التأكيد على انه محاولة للتغطية على ما ادعى البعض بأنه اخفاقات عسكرية لحفتر في مواجهة السراج .
و على الرغم من كل المحاولات المستميته لدفع القاهرة للخروج عن مسارها المحدد سلفا بشأن علاقتها الدولية و الدبلوماسية و التي تحددت ملامحها على مدار سنوات طويلة عبر مجموعة مبادئ راسخة لدى الدبلوماسية المصرية التي تبلورت عبر سنوات طويلة و التي تعتمد على مجموعة من النقاط الاسياسية من ابرزها .
1- استقلال القرار السياسي المعبر عن الارادة الوطنية و المصلحة القومية المصرية .
2- العمل وفقا لمبادئ الشراكة و العلاقات المتوازية .
3- استفلال القرار الوطني و رفض اي شكل من اشكال التبعية السياسية.
4- منع اي محاولات للتدخل في الشئون الداخلية للدول .
5- مكافحة الارهاب و التصدي له .
و قد انعكست تلك المبادئ الراسخة في السياسية الخارجية المصرية على اعلان القاهرة و هو الامر الذي دفع تسابق عواصم العالم للاعلان عن قبولها لأعلان القاهرة .
و مع مرور الايام فوجئ بلهاء السياسية في المنطقة باعلان وقف اطلاق النار في ليبيا و الذي جاء تلبية لكافة بنود اعلان القاهرة ، بل انه يتوافق كذلك مع ما سبق و ان اعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن سرت خط احمر.
هكذا تثبت الادارة السياسية المصرية يوما بعد يوما قدرتها على تجاوز الازمات و الاشكاليات المشتعله عبر المحاور الاستراتيجية الاربعة و التي شكلت تهديدا مباشرا للامن القومي المصري .
و قد تمكنت مصر من تجاوز تلك الازمات و الاشكاليات واحدة تلو الاخرى متسلحة بمبادئ الخارجيةا المصرية الرشيدة ليس هذا فحسب بل ان الادارة السياسية المصرية تمكنت من العمل عبر ادوات تمكنها من اتخاذ الفرارت التي تخدم مصلحة الامن القومي المصري مراعيا البعض العربي و الافريقي و الاقليمي .
اخيرا اننا سبق و ان اشرنا الي ثقتنا الكاملة في الادارة السياسية المصرية و مدى قدرة و براعه المفاوض المصرية و الدبلوماسية المصري و ان تلك الثقة لم تأتي من فراغ بل هي ثقة تأسست لدي عبر متابعات دقيقة و تحليل كامل لكافة القرارات السياسية المصرية بشأن الملفات الخارجية خاصة في ظل الصراعات و التهديدات التي تواجهها مصر عبر المحاور الاستراتيجية الاربعة..