بقلم الأديب ا لمصـــرى
د. طــارق رضــوان جمعــه
مثلما إجتاح وباء كورونا المستجد “كوفيد 19” حواجز الزمان والمكان، جاءت دعوات “التعلم عن بعد” –التي صاحبت إنتشار الفيروس- لتجتاح هي الأخرى حواجز المكان والزمان
فالفصل وحوائطه تحول الى شبكات نت فسيحة ولم يعد الطالب بحاجه إلى الذهاب والإياب من المدرسة.
وذكر تقرير لـ”اليونسكو” أن “انتشار الفيروس سجل رقمًا قياسيًّا للأطفال والشباب الذي انقطعوا عن الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة. مما أثر على أكثر من 421.4 مليون طفل وشاب، كما قام 14 بلدًا إضافيًّا بإغلاق المدارس في بعض المناطق لمنع انتشار الفيروس أو لاحتوائه. وإذا ما لجأت هذه البلدان إلى إغلاق المدارس والجامعات على الصعيد الوطني، فسيضطرب تعليم أكثر من 500 مليون طفل وشاب آخرين، وفق المنظمة.
وبكل ما يمتلكه من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تحول التعليم عن بعد من أسلوب “التلقين” إلى أسلوب “تفاعلي” مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية “الجامدة” عملية أكثر جذبًا، وتساعد الطلاب على الدخول إلى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق.
ووضعت منظمة اليونسكو مجموعة من البرامج التي تساعد على التعلم عن بعد، ومنها تطبيق “بلاك بورد” (Black Board)، وهو تطبيق يعتمد على تصميم المقررات والمهمات والواجبات والاختبارات وتصحيحها إليكترونيًّا، والتواصل مع الطلاب من خلال بيئة افتراضية وتطبيقات يتم تحميلها عن طريق الهواتف الذكية.
وكذلك منصة “إدمودو” (Edmodo)، وهي منصة غجتماعية مجانية توفر للمعلمين والطلاب بيئةً آمنةً للإتصال والتعاون، وتبادل المحتوى التعليمي وتطبيقاته الرقمية، إضافة إلى الواجبات المنزلية والدرجات والمناقشات.
وتطبيق “جوجل كلاسروم” (Google Classroom)، الذي يسهِّل التواصل بين المعلمين والطلاب سواء داخل المدرسة أو خارجها، وقد لجأت بعض الكليات المصرية –ومنها كلية الصيدلة بجامعة القاهرة- إلى توفير الاشتراك به (مجانًا) لكل طلابها كوسيلة للتعلم عن بعد، وتطبيق “سي سو” (seesaw)، وهو تطبيق رقمي يساعد الطلاب على توثيق ما يتعلمونه في المدرسة وتقاسمه مع المعلمين وأولياء الأمور وزملاء الدراسة، وحتى في العالم.
وبدأ عدد من المدرسين الإعلان مبكرا عن بدء حجز الدروس الخصوصية باستخدام المنصات الالكترونية أو المنصات التعليمية والتى يبدأ الحجز بها عن طريق أرقام الواتس آب أو عن طريق إحدى المكتبات وتعتمد المنصة التعليمية على توفير عدد من المدريين فى مختلف التخصصات ويكون الحجز بالترم الدراس وليس بالشهر.
وأعلن عدد من المدرسين مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك تحت عنوان خبر سار لأولياء الأمور والطلاب ، بدء الحجز على المنصة التعليمية الصف الأول الثانوي 10مواد بـ 1200جنيه، الصف الثاني الثانوي 8مواد بـ 1400جنيه، الصف الثالث الثانوى 7 مواد بـ1700 جنيه.
وأتفق عدد من المعلمين على إيجاد حل بديل للدروس الخصوصية ببث الدروس أون لاين من خلال جروب يشترك الطالب فيه فى مقابل مادى يتراوح ما بين 60 لـ 100 جنيه للمادة، فى حين أصدرت محافظة كفر الشيخ قراراً بغلق المراكز حال فتحها، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.
ومن جانبه ، أكد اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، أن المحافظة تستعد لإطلاق قناة تعليمية، لا يقتصر متلقيها على طلاب الثانوية العامة بالمحافظة، ولكن لكل الطلاب فى كافة المحافظات المصرية، كمواجهة أولى ضد محاولات أصحاب مراكز الدروس الخصوصية العودة إما بإعادة فتح المراكز الدروس الخصوصية مرة أخرى، أو بث الدروس والمناهج من خلال مجموعات مغلقة بمقابل مادى.
قالت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إن مديرية التربية والتعليم بكفر الشيخ، تشهد استعدادات مكثفة لإطلاق القناة التعليمية “أفاق تربوية”، والتى يدعمها اللواء جمال نور الدين، محافظ كفر الشيخ، وتم تخصيص القاعة الصينية لتكون الاستوديو الخاص بالقناة ، وتكون مقراً لبث القناة التعليمية.