نحو عالم افضل
سلسلة يومية
للكاتب أيمن غنيم
يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
” ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير ”
سورة البقرة … آية ١٢
ويقول تعالى
“ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا”
سورة البقرة ….. الآية ٢١٧
تلك النوايا السوداء والتى تلفلف الأحقاد والبغض سلوكياتهم والتى إن بدت سلوكيات سوية متحضرة إلا أن أياديهم ملطخة بالدماء صوب خير او رفاهية تدعم أمتنا او تساند كمعول بناء أو تعمير . وإن بدت متلونة بألوان براقة زاهية فى سماء النضال والدفاع عن الحقوق الإنسانية المزعومة .
وهم يخططون ويتحايلون على هدم أصولنا الاسلامية والقيمية والتنموية والحضارية ومسخ هويتنا العربية وطمس شخصيتنا الدينية ودحض هممنا نحو الأفضل . ونحن بلهى ننساق وراء فلسفاتهم المعوجة ونظمهم الهشة فى تبنى أساليب الحياة . ونطرق أبوابهم وفى حراك ساخر دون منطقية تعقل .
كيف للأسد ان ينقذ فريسته . ؟؟؟؟
وكيف للضدان أن يتلاقى فى معزوفة عطاء متناغمة تدعم بعضها بعضا .؟؟؟؟
وكيف لليل بسواده وظلمته العتماء ان يتلاقى مع نهار بنور شمسه الساطعة دون انطفاء .؟؟؟؟
نعم إنساقت أمتنا جميعها وراء وهم وزيف نداءات وسياسات الغرب .
المتخمة بالحقد وروح الإنتقامية.
والنازحة إلى العدوانية فكلها من صنع العجينة اليهودية المتأججة بكراهيتنا كأمة إسلامية .تارة وعربية تارة اخرى .
ينظرون إلينا نظرة الازدرائية ويتشدقون بالإحترامية. كذبا ونفاقا .
أى عاقل يتخيل بأن الآفات التى تبث السموم يمكن ان تستبدله بالعسل !!!!!
وأى حكيم يمكن ان يدرك بأن العدو فى الدين واللغة والعروبة أن يدعم أعدائه ويشد من أزرهم . !!!!!!!
حقا إنها مسرحية هزلية يوم أن ننتظر من هؤلاء اليهود أو من هم على شاكلتهم أن ينادون بالسلام فينا . ويناهضون الإعوجاج بيننا . ويقاومون الشر لدينا . ويوقفوا نزيف دمائنا المتناثرة عبر الحروب الأهلية فى سوريا وليبيا والعراق واليمن . كيف يحرس الذئب الغنم .؟؟؟؟؟
ياأمة خابت واندحرت فى براثن جهلها المتفاقم .!!!! ويا أمة انشغلت بعبادة قاداتها دون خالقها .!!!!! وياأمة اندحرت وتناثرت قواها بين مؤيد ومعارض ومابين سنى وشيعى وعلوى وإيباضى وديننا واحد ورسولنا واحد وقرآننا واحد !!!!!!!!
وانقسمنا وتمزقت أواصرنا . وفقدنا هويتنا بأيدينا لا بغيرنا كنا قتلة ومقتولين . بأيدينا لا بغيرنا كنا ذئاب وفرائس . بأيدينا لابغيرنا كنا الجناة والمجنى عليهم . وأصبحنا نيران تأكل بعضها بعضا .
فلو نظرنا من حولنا لدمعت عيوننا على خيبة الرجاء وانعدام الوفاء .
والمضى عبثا فلا هدف يجمعنا أو قومية تجمع بيننا
أو دين ينظم جموعنا .
أو حمية على هويتنا . فتمزقنا وتناثرنا أشلاءا …..
فلم يعد هناك وحدة تجمعنا .ولا دين يمارس. ولا منهجية ولا ارتقاىية بعمل انما من شطط الى شطط .
والأدهى والأمر اننا نطلب المدد والعون من أعدائنا ظانين انهم سيوحدون صفوفنا .
او يلملمون شتاتنا .
أو ينشلوننا من ضياعنا . ويسدوا رمق جوعنا.
أو نتسول ونستجدى منهم العون أو المدد .
إنها العبثية التى أودت بأمتنا الى الهاوية . يوم كنا تابعين بلا ادنى إرادة ويوم كنا شحاتين بلا أدنى كرامة .
ولو أننا على يقين بربنا لما وصلنا لتلك الهراء . والوهن فقد حظرنا الله فى الآية الكريمة منهم ونفى عنهم الاحسان ونفى عنهم الرضا ونفى عنهم السلام ونفى عنهم اى قيم مدعومة بهدف الخير والنماء . وتوعد بانه لايناصر من يحتمى بحماهم وتوعد بانه لا ولاية منه على يلجأ اليهم ؛؛؛
لكننا ببلاهة ودون وعى او على علم منا تتبعنا خطاهم فكانت معوجة مدحورة وناشدنا منهم العون فكان اللغط والفساد .
وناصرونا فكانت فجيعة الفرقة بينا وتأذمت الحياة وبلا ادنى مقاومة نرتضى أحكامهم ونعلى آرائهم . فتخلى الله عن نصرتتا . وتخلينا عن ديننا فخذلنا الله وتلاشت عزائمنا واندحرت أهدافنا وصرنا بأمة ممسوخة الهوية فهى لادينية او علمانية . وتلك هى نواقصنا وتلك هى مذلاتنا .
فهلا إعتمدنا على أنفسنا فى تبنى أذماتنا بقلب المؤمن الواعى . وبروح الفقيه العالم والعامل المخلص ورجل الدين الحق وبالعمل المثمر . وأن نغلق أبواب التسول ونغلق أبواب الإنفتاح الغربى لأنهم عزموا على الانتقام والنيل منا . وهم يسوقون منتجاتهم ونحن رقيق فى سوق نخاستهم .وعبيد فلسفاتهم فكان دمارنا ومسخنا .
فإن أردت أن تبنى أمة ناهضة انهض بعلمك واستثمر طاقاتك وإزرع بيدك وإصنع بعمالك وإخترع بعلمائك واتبع نهج فكرك وتلمس الأمان فى دينك وأستوعب هوى نفسك وهذب دعائم سلوكك . ولا تطلب ماء من صحراء جدباء .
ولا تطلب رجاء من عدو او دهماء
تلك هى معول البناء نحو عالم أفضل .
بقلم أيمن غنيم