كثير منا يقع في وهم كبير جدا في بداية حياته او في مراحل متأخرة من الحياة ، فهو يغتر بلوعة الحب والهيام ويتمادى في الاطمئنان لشريكه مما يدفعه لكثير من التجاوزات او التعنت إذا أردت أن تقول سواء في روتين العلاقة والحياة اليومية او في مطالب شخصية او حتى في تحديد ساعات اللقاء مع الأطفال واللعب معهم ، ولنكن منصفين قليلا فالرجل لا يحب التقييد والكبت والأوامر المتواصلة افعل ولا تفعل ، و لذلك فسرعان ما نجده يفر هاربا إلى سكن آخر حيث الهدوء والسكينة ويصبح سي السيد الذي لا ترد له كلمة، اوشهريار او هارون الرشيد الذي تذوب تحت أقدامهم قلوب النساء ، و من هنا توجد الفجوة التي تكبر وتتسع حتى تبتلع هذه الحياة ، وتستفيق الزوجة على كابوس كبير عنوانه (الزوجة الثانية ) و ربما الثالثة او الرابعة.
يحضرني هنا فيلم العملاق فريد شوقي الذي كان يسير في حياته (بالنوتة) يكتب و يسجل فيها أسماء الزوجات أرقامهم ومتى ما وجد إحداهن تقصر معه او تنغص عليه عيشته فيقوم بالحذف من النوتة والتوجه للمأذون طلق هذه و زوج تلك ، ولذلك فإنني أهمس في أذن كل فتاة من بناتي المقبلات على الزواج أو من تزوجت حديثا أو حتى من يعيشون الآن خريف الحياة الزوجية لا تراهني يا بنيتي على حبه لك…..
عبارات كثيرة تتردد وليس لنا منها إلا صدى الصوت وتلك الحروف المبعثرة التي تتكون منها ، صدقيني من الممكن أن يكون يحبك ولكن …حبه لنفسه أكبر، يحترمك ولكن احترامه لنفسه و الانتصار لكبريائه في المقدمة وهو الأولى ، لا تراهني على وجود أطفال بينكم وأنهم سوف يجعلونه خاتم في أصابعك حتى لا تدمر الأسرة…لا لا كلها سخافات و مهاترات لا طائل منها ،
ما ترافضين ارتداؤه انت تتمنى غيرك الخيط الذي خيط به ، انتبهي ولا تراهني، لا تقولي عشرة وحياة وحب فإن الحقيقة أن لا أحد أصبح مجبرا على تحمل التسلط من أحد.. الحقيقة أنه سيبحث عن راحته وعن مكان لا يجد فيه الازعاج أو المشاكل أو النكد…. اعملي أن خلف باب شقتك يتربص عدد غير قليل من تلك العيون المتلصصة والألسن القاتلة التي ببث سمها في حياتك وتنثر العسل على شريكك ، فقولي بالله عليك ما الذي يدفعه لتحمل صوتك العالي وهناك صوت عذب دائم الهمس في أذنه لا يسمع منه سوى عذب الكلام ووعود بالحياة الهانئة،
ولماذا يتحمل تعنتك وخلقك المشكلات واختلاق الخناقات وغيرك تذلل له كل المصاعب و تجعل من كل مشكلة فرصة للتقارب وإشارة من السماء ليكونا معا إلى الأبد،
لماذا يتحمل صراختك على الأطفال وقت قدومه إلى البيت او نومه بعد العمل في حين أن أخرى تروي وتحكي كيف يجب على المرأة أن تهيء البيت لقدوم الزوج المتعب من عمله وتتمنى لو انها متزوجة لتفعل ذلك و تبدأ مخيلة الزوج الخصبة ساعتها في عقد المقارنات الفورية بينك وبين فربما لتفوز بجدارة واستحقاق وتعلن صافرة النهاية فوزها لتحصل هي على لقب الزوجة الثانية بينما تحصلين انت على لقب الزوجة المغدور بها او المهملة وحياتها او لقب مطلقة و تبدأ حياة جديدة مع أقبل يشعرك بالمرارة في كل لحظة من حياتك.
عزيزتي احترسي فسوف يفر هاربا ولن يعود فلا تراهني على حب قد كان ولا عشرة قد ضاعت ولا أطفال فإنهم لا يمنعون رجلا من الانفصال.
لا تراهني ……
تحياتي
#هناء عبد الرحيم