( سلامًا أهلَ بيروتٍ عليكم )
******
زرفْتُ الدمعَ والموتى تنادى
ســلامًا ثـم بـردًا يــا بـلادي
سلامًا أهـلَ بيروتٍ عليكم
وسحقًا ثم سحقًا للأعادي
سـلامًا ثـم بـردًا ثـم حبًــا
وبعـدًا عنْ متاهاتِ العنادِ
أيـا بيــروتُ يـا طيرًا يغنى
أراكَ الآنَ تقبعُ في السوادِ
أراكَ الآنَ تنـدبُ كـلَ حـظٍ
أطـلَ بوجههِ نحــوَ الحدادِ
أراكَ الآنَ تلعنُ كل شخصٍ
يُبيــحُ لنفسـهِ قتـلَ العبــادِ
أيــا بيــروتُ معــذرةً فـإني
بقيتُ اليومَ مكتوفَ الأيادي
عزمتُ بأنْ أساعدَ رغمَ ضعفي
ولو أصبحتُ في زمنٍ أُحادِ
عـزمتُ بـأنْ أصوغَ الشعرَ لحنـًا
أَحِيــكُ الورْدَ منْ طـوقِ الرعادِ
أُحـاولُ أنْ أُخفـفَ عـنْ جـريحٍ
سيقضي طولَ عمرهِ في الرقادِ
أيــا بيروتُ يا وطني الحبيبَ
أرى الأعــدادَ تُنْــذرُ بازديـادِ
أليسَ الخـائنُ الملعـونُ يهــذى
وقـدْ صارَ – فـؤادهُ- كالجمادِ
أليـسَ القـاتلُ السفــاكُ يبكى
وقـدْ نشـرَ الرؤوس على الرمادِ
أيعقــلُ أن طفـلًا قـدْ يمــوتُ
وقــدْ عــدتْهُ أُمُــهُ للحصـادِ
فيا بيروتُ يا أرضَ الضحايا
دعيني الآنَ أبكى من فؤادي
وددتُ اليـومَ أقتـلُ كـل غدرٍ
فيا أسفي لقدْ عَقٌرَتْ جيادى
****
شعر / حمودة سعيد محمود
الشهير بحمودة المطيري
.’ )I-s[�Z