بقلم … د/سماح عزازي
الجزء السادس
لاشك في ان حياتنا مليئة بالحكايات ماهو منها جميل وسعيد ومنها ماله وجه اخر مليء بالحزن ولكنهم جميعنا يمثلون واقع نعيشه منه السيء ومنه الحسن
توجد في المواقف تفاصيل بسيطة وربما تكون تافهة في نظر البعض لكنها ذات قوة وبطش شديد فهي قادرة علي خلق رابط قوي للعلاقات وقادرة ايضا علي محوها من الحياة
لذلك نعرض بعض الامثلة لنتعلم منها حتي لانقع في نفس الخطأ وناخذ العظة والعبرة من اخطاء من سبقونا
وفي السطور القادمة امثلة لقصص بعض المواقف البسيطة هدمت علاقات وفي قصص اخري بنت علاقات فبعض هذة المواقف لها مفعول السحر تبني وتهدم كيفما تشاء
عندما سألت صديقتي عن سبب إنفصالها هي وخطيبها السابق أخبرتني أنهما كانا يتسوقان سويا ذات يوم وكان دائما ما يسبقها بخطوات تاركا إياها خلفه دون أن ينتبه إليها وسط الزحام ..
كانت تمشي خلفه تنظر إليه وفكرت لأول مرة منذ عرفته هل هذا هو الرجل الذي ستعيش معه بقية حياتها؟
بعدها بأيام كانت غير قادرة على مواصلة الحديث معه لأكثر من دقيقة وكأن شيئا ما قد انتهى و دفن للأبد وهكذا إنفصلا!
فكرت كثيرا كم يبدو من الغبي و من المضحك في الآن نفسه أن إمرأة قطعت علاقتها برجل فقط لأنه سبقها بخطوات أثناء التسوق وكم كان صادما له عندما أخبرته بذلك لا شك بأنه نعتها بالمريضة أو المجنونة!
تذكرت يومها مشهدا من فيلم شاهدته منذ فترة إذ كانت بطلة الفيلم ترفض كل شخص يتقدم لخطبتها وحدث أن كانت في واحدة من المواعيد مع رجل يريد أن يتزوجها وكان مصرا في طلبه رغم رفضها القاطع
، أثناء حديثهما عندما كان النادل يضع فناجين القهوة فوق الطاولة إنزلق أحد الفنجانين من يده نحو يد بطلة الفيلم ودون تفكير مد الرجل (العريس) يده لتسقط القهوة الساخنة عليه بدلا منها، لقد كان تصرفا عفويا دون تفكير أو حسابات بغريزة عاشق وكان ذلك سبب موافقتها على الزواج منه لاحقا
وعندما سألها عن سبب موافقتها أخبرته الحكاية قائلة “لقد كانت تلك المرة الأولى التي يفضلني فيها أحدهم على نفسه”….
إنها التفاصيل التي لا يمكن أن يمنحها أحد وزنا لكنها تغير شكل العلاقة فإما أن تمنحها الحياة أو أن تدفنها..
لا يمكن لأي رجل أن يصدق بأن إمرأة قد تتركه فقط لأنه سبقها بخطوات وسط الزحام أو أنها قد توافق على الزواج منه فقط لأنه مد يده لتحترق بدلا منها
لكن للنساء أحكام كهذه قد تضع الكون بين يديها لكنها ترفضك لأنك نسيت كم قطعة سكر تحب أن تضع في فنجانها وقد تحبك فقط لأنك لا تنسى ابدا أنها تفضل الحلوى بطعم الفراولة لا الفانيليا!
تصنع الفرق وحدها تلك التفاصيل التي لا ينتبه لها أحد..
حاجات تافهه لدي البعض ولكنها تعني الكثير لديها
الحب ممكن يضيع وسط زحام الدنيا إنما الاحتواء والحنيه والأمان لا يضيعوا مهما حدث الإنسان الذي تأتمنه وتكمل معه سوف تكون كل ايامك معه فرح وهناء وسعادة….
الحب والاهتمام وجهان لعملة واحدة بهما تكتمل الحياة وتظل الصورة ملونة وليست باهته اهتموا بمن تحبون يعطوكم حبا وحياة مليئة بالورود