متابعة/جمال صابرالعمامرى
يكتب لكم الكاتب و المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد اللطيف المدير التنفيذى لجامعة بيرشام الدولية بأسبانيا , والمدير التنفيذى للأكاديمية الملكية للأمم المتحدة
مما لاشك فيه أنه رغم كل التحليلات والنظريات والآراء المتفاوتة حولها ، إلا أن ثورة 23 يوليو 1952، التى تمر هذه الأيام ذكراها الثامنة والستون سوف تظل واحدة من أهم المحطات المضيئة فى تاريخ مصر والعرب المعاصر، وأيضا سيبقى زعيمها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر واحدا من أهم صانعى هذا التاريخ.
والواقع أن الحديث عن ثورة يوليو1952 يطول ، لكن يمكن الإشارة فى هذا الصدد إلى عناوين بارزة يجب على أبناء الأجيال الجديدة التى لم تعاصرها أن يقرأوها ليعرفوا كيف أنها مثلت نقلة نوعية فى حياة المصريين، لطالما حلموا بها فجاءت هى لتحققها لهم. بماذا يمكن البدء بالضبط ؟ هل بالحديث عن أنها كانت ثورة تحرر وطنى رائدة سارت على هديها بقية الشعوب الافريقية وشعوب العالم الثالث ؟أم الحديث عن العدالة الاجتماعية التى تحولت من مجرد شعار رنان إلى واقع يومى عاشه أبناء هذا الشعب؟
أو لعل من المفيد التذكير بمشروعات عملاقة تم إنجازها فى كل المجالات ، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وفنيا. وهل ينسى أى مصرى منصف إنجاز بناء السد العالى العملاق الذى نشر الضياء والكهرباء فى البيوت والمصانع والشوارع والقرى النائية البعيدة؟ وهل يمكن نسيان أو تناسى لحظة تأميم قناة السويس لتصبح شركة مساهمة مصرية يعود خيرها على المصريين وليس على الأجانب المتحكمين؟
تعالوا نتذكر معا أهداف الثورة الستة التى مازالت حتى اليوم مطلب المصريين كلهم وهي: بناء جيش وطنى قوى يحمى حدود مصر ومقدرات شعبها، وبناء حياة ديمقراطية سليمة بجناحيها السياسى والاقتصادي، وإقامة عدالة اجتماعية، والقضاء على سيطرة رأس المال وتسلطه على صنع القرار السياسي، والقضاء على الإقطاع وعبودية جموع الشعب لفئة قليلة تأخذ كل شيء ولاتترك للجماهير إلا الفتات، ثم القضاء على الاستعمار ليكون الشعب هو صاحب قراره ومالك مصيره بنفسه .
أليست تلك هى مطالب أى شعب حر مستقل فى كل زمان ومكان ؟
والحقيقة أن إنجازات ثورة يوليو 1952لاحدود لها، ومهما قيل عن سلبيات هنا أو هناك فإن أى تجربة بشرية لها ما لها وعليها ما عليها .
ولكن من يمكنه أن ينسى مجانية التعليم ، أو قوانين الإصلاح الزراعي، أو تمصير الشركات ليكون المصرى هو المالك والمنتج والمستفيد بما أنتجه؟
ومن يمكن أن يتجرأ، فيتطاول وينكر على الثورة أنها أعادت الإحساس بالكرامة والعزة إلى البسطاء الذين كم عانوا الاحتقار والإهمال والسخرية من المالكين الكبار ؟ شئنا أم أبينا فإن ما أنجزته ثورة 23 يوليو لن يموت!