هل تكتب المغامرة الفاشلة في ليبيا نهاية أردوغان؟؟

عبدالحميدشومان
دكتاتور أنقرة في حاجة لمغامرة جديدة

وإدراكًا من أردوغان أن ذاكرة المجتمع التركي ضعيفة جدًا، أيقن ذلك البهلوان التركي سريعًا أنه بحاجة إلى مغامرات أكبر حتى يضمن بقاءه على رأس السلطة في تركيا، دافعًا ببلاده إلى المستنقع السوري، الذي لا يبدو أن ثمة نهاية قريبة له.

إن محاولات ذلك الطاغية لا تهدأ في سعيه الدؤوب نحو تحقيق ما يطمح إليه؛ فتارةً ما كان يتقرب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتارةً أخرى ما كان يتودد إلى روسيا، مستغلاً ذلك في الاستيلاء على بعض المدن السورية، وتحويلها إلى دويلات صغيرة تابعة لتركيا في شمال سوريا. ومع ذلك، فقد ضاق الخناق في الآونة الراهنة على أردوغان في سوريا، بعدما فقد كل أوراق اللعبة لصالح الزعيم الروسي فلاديمير بوتين. أما المناطق التي استولى عليها؛ فقد صارت وسيلته لإبعاد اللاجئين السوريين الذين ارتحلوا إلى تركيا بعيدًا عن مناطق الصراع الدامي في الداخل. وبتلك الطريقة يضرب عصفورين بحجر واحد؛ فهو بذلك يتخلص من اللاجئين السوريين في تركيا، وكذلك يقوم بعملية تطهير عرقي للأكراد في شمال سوريا.

استطلاعات رأي: أردوغان سيخسر الانتخابات المقبلة وليبيا طوق النجاة

ومع كل تلك المحاولات التي يقوم بها أردوغان، لم تعد قضايا مثل سوريا والأكراد واللاجئين وحركة غولن تمس وجدان الشعب التركي، حتى يحصل من خلال طرحها على الدعم الذي يرغب فيه. وبشكل أكثر دقة وموضوعية؛ دعونا نؤكد أن انشقاق رفاقه السابقين أحمد داود أوغلو وعلي باباجان عنه، وسعيهما نحو تشكيل حزب سياسي كان له تأثير عميق ومفزع على أردوغان. وقد اتضح هذا الذعر بصورة واضحة في اتهاماته لهما بالاحتيال في قضية «بنك خلق» (Halkbank) خلال خطابه الذي ألقاه بتاريخ 7 ديسمبر في إسطنبول.

ووفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة؛ فإن أردوغان سوف يخسر أول انتخابات رئاسية يجري انعقادها في تركيا. ففي حالة مشاركة رئيس بلدية إسطنبول الكبري أكرم إمام أوغلو في تلك الانتخابات كمنافس لأردوغان، فإن بهلول إسطنبول أردوغان مُعَرَّض للخسارة بفارق 4% على الأقل عن خصمه.

وبالنسبة لأردوغان؛ فإن مفاهيم الوطن والأمة والكرامة والأخلاق والدين والديمقراطية والشهداء، كلها ـ بلا شك ـ أدوات للوصول إلى الهدف. لذلك؛ فإن ذلك الأحمق، الذي لن يتردد قيد أنملة في استخدام جميع أنواع الطرق والأساليب في سبيل تأمين هدفه النهائي، وهو حماية كرسيه في الرئاسة، يحتاج من الآن فصاعدًا إلى أعداء أقوياء. وليبيا ـ بطبيعة الحال ـ خيار مناسب جدًا لأردوغان في سبيل تحقيق ذلك.
تابعونا للمقاول بقية

Related posts

Leave a Comment