المرأة الحديدية

….. بقلم..انتصار حسين
..
هكذا أطلق عليها رجال ممن حاولوا اختراق قلبها…
.. فالإقتراب منها كان مغامرة حقيقية، يقول :
لست شخصًا فضوليًا لكنني اقتربت منها لـإعجابي الشديد بقوتها، تبدو أمام الناس وكأنها محاربة، دائمًا تحارب وتتحدث عن القوة، لا تحتاج لأحد، لا تتشبث بأحد، لا تتحدث عن الأشياء التي يتحدث عنها من هم في مثل عمرها، وتختلف اهتماماتها عن اهتمامات الناس، كما لو أنها ولدت وحيدة، نعم وحيدة ومختلفة عن الجميع..
لكن من قال أن القويات لا يمتلكن حسًا أنثويًا يحتفظن به في غرفتهن؟
من قال أن المرأة القوية لا تبكِ، لا تتأثر، لا تشعر،
على العكس أغلب القويات المحاربات في الواقع يحتفظن بمشاعر رقيقة في محرابهن، في المكان الوحيد الذي تمتلكهن وحدهن و لا يراهن أي أحد به، وبعيدًا كل البُعد عن خبث ودهاء الناس..
يواصل حديثه ويقول :

اقتربتُ واقتحمتُ جزءًا من عالم امرأة لا تبكي، امرأة تفكر بذكاء، تضع حسابات لكل خطوة، لا تفكر إلا في نجاحها وكيانها، تلك التي يخشاها الرجال ذوي الشخصيات الضعيفة، تلك التي يخشاها كل باحث عن السيطرة وفرض السلطة؛ كنت أظن أنها حقًا امرأة فولاذية، لكنني اكتشفت أن بداخلها طفلة مزاجية تعشق الضحك والمرح واللعب بالعرائس وتفرح بالملابس الجديده ❤
تزعجها نهاية رواية سيئة، تتأثر بأغنية لـ “أم كلثوم”، تدندن معها أغانيها الحزينة كما لو أن رجال العالم قرروا أن يحطموا قلبها، وتحفظ أغانيها الرومانسية عن ظهر قلب كما لو أنها في علاقة حب عميقة . وربما لم تعش يوما من عمرها قصة حب كما بالأغاني التي تسمعها ، .
ويؤثر عليها فيلمًا عن الإكتئاب، وتحتفظ بالتذكارات والصور، تحب القراءة، الرسم، الرقص، وتغرقها الموسيقى، وتضحك أمام مشهد كوميدى للأفلام القديمة ،،
تتزين لنفسها كل يوم حتى تظنَ أنها في الطريق لموعدٍ غرامي، تعيش طفولتها في اي وقت ترغب فيه بأن تعيش لحظات حانية .
..
تضحك. تجري .تمرح. وتقص قصصاً
من خيالها السابح في سماءها.

وعند سقوطها تنهض هي وتشد همتها وقوتها، حتى في أشد لحظات ضعفها لا تطلب مساعدة أحد،إلا صديقتها المقربة منها جدا !!!
تخاف الفراق، لا تحب الانتظار، تكره الكذب والنفاق والمؤامرات، تسعدها رسالة مكتوبة بخط اليد ويعكر صفو مزاجها نقدٌ لازع بإسلوب قاسى ، تبكي في الخفاء فتحتضن نفسها، تنهار وتسقط في الظلام وتصرخ في هدوء دون أن يسمع صراخها أحد،هي تخشى لحظات الضعف .فلحظات الضعف
قد تجعل منها صيداً ثميناً وأيضاً سهلاً عند البعض .
..
ثم تظهر في الصباح بضحكتها المعتادة كما لو أن الحزن لم يأكل قلبها في الظلام أبدًا؛ ثابتة هي أمام الناس، وخاشعةًو ضعيفة بين يدى الله .
بداخل كل امرأة قوية طفلة لا يستطيع أحد الوصول إليها. إلا بإرادتها !!

كلمات وصورتها من رجل لإمرأه لم تمر بعمره إلا مرة واحده فقط….
إنها ….
….المرأة الحديدية ….

Related posts

Leave a Comment