اصدر حزب النور مؤخرا بيان وعلى الصفحة الرسمية خاصته على الفيس بوك ينوه فيه على خطورة الوضع في ليبيا و كثرة من يتدخلون تحت ستار دعم أحد الفصائل الليبية، و غرضهم تحقيق مصالحهم على حساب مصالح ليبيا و دول الجوار العربى.
ويحذر حزب النور من الشعارات البراقة التى تُطلقها بعض القوى، وتداعب بها العاطفة الإسلامية لدى البعض، فى ذات الوقت الذى يصرحون فيه بالإخلاص للمشروع العلماني بل و خدمته فكرياً و إعلامياً، بنشر الدفاع عن الإلحاد و الشذوذ و الدعوة إلى التعامل مع المصرين على هذه القاذروات بالشفقة و العاطفة التى لا يستحقها إلا تائب يريد أن يغسل نفسه من هذه الفواحش، و أن يعود إلى الفطرة السوية، و أما من يُصر عليها فقد قال الله تعالى فيهم:(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ).
ويؤكد حزب النور على أن الجماعات التكفيرية خطر داهم على الأمة الإسلامية فى كل مكان تطؤه و أن الأعداء هم أسعد الناس بهم، فيستغلون جرائمهم في مهاجمة الإسلام، و صد الناس عنه في ذات الوقت الذى يستفيدون منهم عسكرياً و سياسياً في إحداث الفوضى التي يسعون إليها دائماً.
و من هذا المنطلق يؤيد حزب النور ما نصت عليه المبادرة المصرية من الحرص على أن يكون الحل سياسياً، و هذه المبادرة و موافقة البرلمان الليبى عليها تبرز فروقاً واضحة بين الفريقين و تأثر البرلمان الليبى الذى تدعمه مصر بتوجهها إلى حقن الدماء، و تأثر الفريق الذي تدعمه تركيا بكل تجارب الفوضى و الصراع المسلح و توظيف الفتاوى الباطلة لاستحلال دماء المخالفين، حتى وُظفت الفتوى في منع حج بيت الله الحرام في الوقت الذي لم يُصدروا فيه فتاوى لمنع السياحة إلى أماكن الفسق و الفجور، و هذه المبادرة موافقة لقوله تعالى “وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”..
و إن زعم الآخرون أنهم متشككون منها فعليهم أن يستجيبوا لها و يعلنوا المفاوضات أمام العالم كله ليتضح من يسعى لسفك الدماء و من يسعى إلى حقنها، و لذلك فيجب على مستوردي ميلشيات داعش إلى ليبيا و على رأسهم الرئيس التركي أن يدركوا أن المبادرة المصرية قد وضعتهم فى مواجهة صادقة مع أنفسهم و شعوبهم، هل بالفعل يريدون خيراً بالشعب الليبي أم يريدون مصالحهم و إن لم تتم إلا بحروب تحرق الأخضر و اليابس؟
هل بالفعل يريدون خيراً بالأمة؟و هل من مصلحة الأمة إشغال الجيش المصرى و إنهاكه ؟ هل يعون التاريخ؟
هل يعون أن الذي أوقف نزيف الحملات الصليبية و التتارية و من ثم بقيت الأمة بل و استعادت هيبتها كانت مصر؟
يؤكد حزب النور على ضرورة أن تقوم مصر بتأمين حدودها من تسرب الجماعات التكفيرية أو أى من القوات المتحالفة معها و الذين أظهروا خسة و ندالة فى الإعتداء على مصريين آمنين يعملون فى بلادهم و من ثم يساهمون فى بنائها و لنا أن نتصور الحال لو تمكن أمثال هؤلاء من التسلل عبر حدودنا!! – حفظها الله من شروروهم-، و العجيب أن يجتمع مقاتلون مرتزقة يظنون أنفسهم مجاهدين و هم يغيرون جبهة قتالهم من العراق إلى سوريا إلى ليبيا بحسب حسابات سياسية، و في كل مرة يُبتذل اسم الجهاد و يوظف فى أحداث الفتن و القلاقل.
إن التصريحات التركية التي صدرت بشأن تفهم مخاوف مصر من انتهاك حدودها و غضبها من الاعتداء على مواطنيها؛ تصريحات تأخرت كثيراً و لكن الأكثر خطراً من تأخرها هو أنها ليس لها أى رصيد من الواقع حتى الآن، و لذلك نتمنى من الجميع أن يكفوا عن اللعب بالنار و بناء الأوهام على أشلاء الجثث، وأن يسارعوا إلى إيجاد حل سياسى للشأن الليبى، وعلى الرئيس التركى أن يُدرك ذلك.
و أما أى محاولة من أى طرف إلى جر مصر إلى صراع ينهك قدراتها المالية و البشرية و العسكرية فهو خيانة للأمة العربية و الإسلامية لأنه شاء من شاء و أبى من أبى، فإن الذى يمنع اسرائيل من أن تعلن دولتها الكبرى هو الجيش المصرى، و الذي يمنع إيران من محاولة ابتلاع الخليج، والوصول إلى مكة و المدينة هو الجيش المصرى، و لذلك فالعجب من دول تدعى أنها تحاول إحياء الخلافة و هى تتمتع بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل و إيران فى آن واحد، و العجب من دول عربية تمول و جماعات تزعم الحرص على مصالح الأمة الإسلامية بل قد تعتبر نفسها على رأس من يحملون هذا الهم ثم يوظَفون فى هذه المشاريع.
إن الواجب على كل مسلم فضلاً عن الساسة و الدعاة و المصلحين أن يساندوا كل جهد يمنع إراقة الدماء في ليبيا و أن يبذلوا كل جهودهم لبقاء الجيش المصري قوة ردع إسلامية عربية أمام المشاريع الصهيونية و الفارسية و مشاريع التقسيم و العولمة.
ويوجه حزب النور رسالة خاصة إلى المصريين: هناك جماعات تكفيرية فى سيناء تمتلك سلاحاً و تدريباً و أجهزة رصد عالية الدقة، و هذا يدل على أنها تقف وراءها أجهزة استخبارات عالمية، و يوجد تهديد لمصر في أمنها المائي بسياسية مفاوضات عجيبة و ملتوية غرضها أن ينفجر صاحب الحق غضباً فيبدو في صورة المعتدي، و ميلشيات مسلحة تُنقل جواً إلى ليبيا و هى متعطشة لأن تصل إلى حدود مصر أكثر من اي شئ آخر، و مع هذا كله فيجب أن نتوحد علي أمر الله ولا نتنازع و نستعين بالله ونتوكل عليه ونصبر علي تحقيق أهدافنا المشروعة وهو حسبنا ونعم الوكيل، وليكن معلوماً لجميع أبناء أمتنا في مصر و ليبيا و الدنيا بأسرها، أنه لن تعود لأمتنا ودولنا عزتها، إلا من خلال إعلاء كلمة الله على جميع المستويات أفراداً وأسر ومجتمعات ودولاً.. “إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا”