أعطي دائما ولكن بذكاء

كتبت/مها ضاحي

تربينا على مثاليات لا تتناسب مع الطبيعه البشرية .. تربينا على أن التفاني وإنكار الذات هو ما يجعل من المرأة أماً مثالية. و تربينا على أن الأم الصالحة هي التي تضحي (بكل شيء).

وهذا كلام جميل لكن نتيجته مؤلمة وحزينة كما نرى حولنا.
العطاء هو أسمى مظهر من مظاهر الحب بلا شك. لكن المبالغة في العطاء والتفاني ونسيان الذات ما هي إلا موت بطيئ. لأن الناس بطبيعتهم إذا تعودوا على شيء، فلن يقبلوا بغيره أو بأقل منه.

والحل؟
هناك فرق بين العطاء من منطلق قوة وبين العطاء من منطلق خوف من الخسارة. وهو مايسمى بالعطاء “الضعيف” أن العطاء الذي يجبرك للتنازل عن ضرورة من ضرورياتك من أجل احتياج ثانوي لمن حولك ما هو إلا عطاء ضعيف.
عندما تجاملين صديقتك وتخبرينها بأنها جميلة كما هي ولا تحتاج لانقاص وزنها مثلاً، فهذا مجرد إسعاد للآخرين على حساب الحقيقة.
عندما تقومين بترتيب غرفة ابنتك المراهقة لمجرد أنها لا تحب الترتيب فهذا “عطاء خاسر”. لأنكِ تعطينها درسا عملياً في الإهمال وفي عدم تحمل المسؤولية.
عندما لا تًشعِرين زوجك أبدا بأنكِ قد تعبتي من عمل البيت، فهذا سيجعله يعتقد بأنه لا شيء يسعدك سوى عمل البيت.

ليس هناك خطا في أن تشعري بالتعب وليس هناك عيب في أن تعتذري لزوجك او من غيره ممن لهم صلة بك بأدب ورفق يوما ما عن تأدية خدمة ما لهم.
إن الخطأ الكبير هو أن تحرصي (باستمرار) على أن تسعدي الآخرين على حساب راحتك و سعادتك. هو أن يصبح إسعاد الآخرين (أسلوب حياتك الدائم).
من الجميل أن نضحي قليلا أو أن نعطي ولكن تذكري أن كل واجب تقومين به يقابله حق يجب أن تحصلي عليه وابسط حقوقك هو الشكر والثناء.

* لا تخجلي من المطالبة بحقوقك باحترام وأدب. فمعظم مشاكل النساء تنبع من إهمالهن لأنفسهن فعندما تكونين متعبة أو مرهقة فعلا، لا تخجلي من أن تقصري في أداء واجباتك، فأنتِ بشر ولا أحد كامل!
* عندما تحتاجين للراحة، لا تترددي في أن تطالبي بها.
* عودي أولادك وجميع من حولك .. على أن يكون هناك وقت خاص لكِ وحدك.ِ
* عودي زوجك وأولادك على أن يكون هناك وقت مخصص لكِ لتمارسي فيه هوايتك.
* تأكدي أن لا أحد سيشعر بإحساسك وبمعاناتك إذا لم تتحدثي عنها!
* علمي جميع من حولكِ أن عليهم بذل جهد لإسعادك كما تسعدينهم و تلبين طلباتهم!
* لا تسمحي أن ينتهي بكِ المطاف امرأة عصبية أو حزينة تنتظر الموت بل صممي أن تكبري وأنت تشعرين بالحياة أكثر وتستمتعي بكل تفاصيلها مع من حولك. فالسعادة في الدنيا جزء مما يطلبه المسلم ويدعو الله لتحقيقه.

فلا تعيشي وكأنكِ خادمة مع أوﻻد ﻻ يشعرونك بالتقدير أو من زوج يجعلك في نهاية القائمة لديه، أعطِ، ولكن لا تنسي نفسك واستمتعي بالحياة ليستمتع جميع من حولك بها!

أعطي دائما ولكن بذكاء

Related posts

Leave a Comment