محتوى الرسالة:
قراءة فى كتاب رسائل غسان كنفانى إلى غادة السمان
تطرح قراءة الكتاب تساؤلات هى :
السؤال الأول :
هل يجوز لامرأة متزوجة أن تنشر رسائل حب من شخص غير زوجها وزوجها حى يرزق ؟
بررت غادة فعلها بالقول:
“ونشر رسائلنا معا هو أيضا لاقلاق راحة الرياء ولنزعة التنصل من الصدق وهى نزعة تغذيها المقولات الجاهزة عن التقاليد الشرقية المشكوك فى صحتها أنا من شعب يشتعل حبا ويزهو بأوسمة الأقحوان وشقائق النعمان على صدره وحرفه ولن أدع أحد يسلبنى حقى فى صدقى وإذا كانت جدتى المسلمة مثلى ولادة بنت المستكفى قد فتحت خزائن قلبها منذ تسعة قرون تقريبا فلما أخشى أنا ذلك فى زمن المشى فوق سطح القمر ولماذا يكون من حقها ان تقول فى ابن زيدون :
ترقب إذا جن الظلام زيارتى فإنى رأيت الليل أكتم للسر
وبى منك ما لو كان بالشمس لم تلح والبدر لم يطلع وبالنجم لم يسر ص19 فلماذا لا أجرؤ على نشر رسائلى ورسائله دونما تبديل أو تعديل بغض النظر عما جاء فيها أو لم يجىء “ص20”
بالقطع هذه التبرير مرفوض لكونه دعوة للفاحشة والغريب أنها تبرره بكون ولادة مسلمة وهى فاجرة تدعو للزنى فى هذا القول وغيره مثل:
أنا والله أصلح للمعالى وأمشى مشيتى وأتيه تيها
أمكن عاشقى من صحن خدى وأعطى قبلتى من يشتهيها”
حب الرجل للمرأة أو العكس هو أمر نبيل ومطلوب كما قال تعالى ” وجعل بينكم مودة” ولكن طالما لم يتزوج أحدهما الأخر فعليهما ألا يضر أحدهما الأخر أو عائلته بنشر ذلك
هذا المرأة غادة لم تفكر فى أن هذا النشر يضر أطرافا أخرى فهى لم تفكر مثلا فى أن الأمر يضر أولاد غسان وأحفاده وزوجته وأقاربه ولم تفكر فى أنه قد يضر زوجها أو أولادها أو حتى أقاربها
الضرر قد لا يكون معروف فى حينه فهناك زيجات فشلت بالتأكيد فى العائلتين بسبب هذا الأمر باعتبار أن غادة وزوجها متهمين بالدياثة نتيجة هذا النشر ومن ثم فشلت تلك الزيجات خوفا من أن تكون بنات العائلة مثلها يشجعن الفجور وكذلك الأمر فى العائلة الأخرى وقد يكون الضرر معروف فى حينه فالزوجة زوجة غسان بالتأكيد رغم كونها من مجتمع غريب غربى قد أوذيت نفسيا
والأغرب فى الموضوع :
أن غسان نفسه اعتبر كتابة قصته هو وغادة لو كتبها يوما سيحتقر نفسه فقال :
” إن قصتنا لا تكتب وسأحتقر نفسى لو حاولت ذات يوم أن أفعل “ص28
ومع هذا لم تنصاع المرأة لهذه العبارة الواردة فى الرسائل بل طالبت من لديه رسائلها لغسان أن ينشرها أو يرسلها لتنشرها مع رسائل غسان فى الكتاب فقالت:
“وانتهز الفرصة لأوجه النداء إلى من رسائلى بحوزته أو ص18 أو بحوزتها نداء أشاركهم فيه محبة غسان وأرجوهم جعل حلم نشر رسائلنا معا ممكنا “ص19
السؤال الثانى:
أى زوج هذا الذى ينشر رسائل حب إلى زوجته من خلال دار النشر التى يملكها ؟
بشير الداعوق هو الزوج الناشر للكتاب صاحب دار الطليعة والبعثى المعروف وقصة زواجهما معروفة تشير إلى شىء خطأ فى هذا الزواج فرجل تطلب الزوجة منه أن تكون العصمة المزعومة فى يدها يوم الزفاف ويعلن هذا هو لأسرته المعترضة على الطلب الذى اتضح أنه لا يعرفه بقوله أنه من طلب هذا منها ليغطى على المصيبة لابد أنه مصاب فى أخلاقه فهدفه من الزواج لم يكن زواجا وإنما هو عملية جمع مال فامرأة جمعت الرجال حولها هنا وهناك وأخبارها منتشرة فى كل مكان عبر الصحافة ستكون مصدر لجمع مال أكثر فضلا على أنه سوف يستغلها للمكسب من خلال نشر كتبها من خلال دار نشره
الرجل اليسارى الذى هو غنى وهو كلام لا يتفق مع اليسارية ومع تخرجه وتخرجها من الجامعة الأمريكية ودراسته فى الولايات المتحدة تركيبة عجيبة وحتى غسان كنفانى وهو من عائلة اقطاعية كما قال فى الرسائل يساريته وزواجه من امرأة من الدانمارك قابلها فى مؤتمر شبابى سياسى تركيبة عجيبة مثلها مثل أمور كثيرة فى حياتنا كزواج الحسين من نور ومبارك من سوزان غبريال ومعظم حكام أفريقيا من نساء نصرانيات أو يهوديات تبين لنا أن المنطقة يخطط لها من قبل الأخرين منذ زمن بعيد وما يجرى فيها من أحداث رئيسية هو خطة يتم تنفيذها
السؤال الثالث:
هل يجوز نشر رسائل رجل بعد موته وفيها اعتراف بالكثير من الذنوب التى قالها ؟
تبرر غادة فعلها بالقول:
“والوفاء ليس فقط لعاطفتى الغابرة المتجددة أبدا نحوه بل وفاء لرجل مبدع من بلادى اكتمل بالموت”ص17
وهو فعل غير مبرر لأن فى تلك الرسائل عبارات كفر مثل :
-اتهام الله تعالى عن ذلك بالفشل وعدم التقدير فى القول:
“وبدت لى حياتى كلها تافهة واستعجالا لا مبرر له وأن الله إنما وضعنى بالمصادفة فى المكان الخطأ لأنه فشل فى أن يجعل عذابه الطويل الممض وغير العادل لهذا الجسد الذى احتقر قيه قدرته غير البشرية على الصلابة ينحنى ويموت”ص28
-اعتبار غسان غادة نبية فى القول التالى:
“أنت نبية هذا الظلام الذى أغرقتنى أغواره الباردة الموحشة وأنا لا أحبك فقط ولكنى أومن مثلما كان الفارس الجاهلى يؤمن بكأس النهاية الذى يشربه وهو ينزف حياته “ص49
-الجلوس مع النساء الأجنبيات فى القول:
“كنت آسفا جدا حين كتبت لك عن تلك الألمانية التى نسيت اسمها الآن خشيت أن تتصورى أن أمتع نفسى بطريقة أو بأخرى “ص51
-الاعلان عن رغبته فى جماع المرأة فى أقوال مثل :
“أحس نحوك هذه الأيام اعترف بشهوة لا مثيل لها إننى أتقد مثل كهف مغلق من الكبريت”ص54
“أقول لك أشتهيك ولا أستحى لأنك الشىء الوحيد الذى يخفق قلبى به” ص89
“وإذا كنت أنا قادرا على اتخاذ قرار رهيب من هذا النوع الذى اتخذته منذ شهرين فكيف تريدين أن أفسر الأمور صحيح أن الجنس ليس أولا ولكنه موجود أوه يا عزيزتى ليس من السهل لى أن أبنى معها علاقة جنسية حتى ولو أتيحت لى الفرصة لذاك …..ص102
“إننى لست صغيرا إلى هذا الحد ولم يعد الجنس لى نهاية الكون ما هى مشكلتى إذا لا أعرف”ص105
-تدخينه الرهيب كما فى قوله :
“دخنت6 علب وفى النهار التالى أسعل وأدخن واسعل وأدخن من جديد “ص63
-عبادته الوهمية لغادة فى قوله:
“لقد قتلت فى الرجل لتعبدى وهما ليس أنا”ص72
-مجىء ومضات النبوة له كما فى القول:
“وجاءت أنى فى ذلك اليوم مثلما تجىء رسالة البشرى من مكان قصة مجهول فجعلتها ملجأى للفرار فى واحدة من ومضات النبوة التى تبرق فى ضمير كل لإنسان”ص100
-شربه للخمور كما فى القول:
“وكنت أشرب كأسا مع كل صفحى أكتبها حتى صار الليل وفتك الكحول بكتفى فلم يعد بوسعى أن أحرك ذراعى”ص107
الكتاب هو :
مجموعة من الرسائل المعبرة عن حب فاشل رجل أذل نفسه كما قال فى رسائله إليها بإعلانه حبه للمرأة رغم أنه كان يعمل على مصلحتها ونفعها بكل الطرق الممكنة رجل كان يجرى خلفها فى الشوارع والأماكن العامة ليتواجد معها ظنا منه أنه هذا سيغير رأيها ويجعلها تتزوجه
والرجل فى رسائله زعم أنه كان سيستبدل قضية فلسطين بها لو أنها تزوجته فقال:
“لقد حاولت منذ البدء أن أستبدل الوطن بالعمل ثم بالعائلة ثم بالكلمة ثم بالعنف ثم بالمرأة وكان دائما يعوزنى الانتساب الحقيقى “ص9 .