كورونا أخرجت أجمل ما فينا وأسوؤه.


عبدالحميدشومان
أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها جمهورية مصر العربية مؤخراً تثبت حرص الحكومه على حماية المواطنين فالجهات المختصة تحاول قدر الإمكان اصدار مجموعة من القرارات التي تحمي الفرد والمجتمع ويتبقى بعد ذلك حرص الفرد ووعيه بحماية نفسه ومن حوله.

إن مسؤولية الدولة متعددة وعلينا أن نكون عوناً مع الدولة ولا نعمل لعرقلة مساعيها. فقد أدركت الدولة أن عليها واجبات تجاه مواطنيها وأخرى تجاه المجتمع الدولي كونها عضواً فاعلاً على المسرح العالمي وهذا الأمر يجعلها تبذل أقصى طاقاتها في الداخل والخارج.

فبينما كانت مصر تمد يد العون للدول كانت مدركة أن همها الأول هو وضع الخطط والبرامج للتخفيف من آثار الوباء في الداخل.

فبرزت صورة مشرفة لمصر وهي ترسل مساعدات إلى شتى الدول مثل الصين وإيطاليا والسودان وغيرها وفي نفس الوقت تبذل أقصى طاقتها لتجري الفحوص الطبية لكل من به أعراض ويبلغ عن نفسه سواء بالمستشفيات أو من خلال الخط الساخن١٠٥.

وعلى الرغم من الضغوط العالية التي تواجهها أي دولة في مرحلتنا هذه إلا أن مصر فاقت كل التوقعات، فكان لها عين على الوطن وعين أخرى على العالم الكبير من حولها فكان عطاؤها من أسخى العطاءات. لقد أبرز الوباء كل القيم الإنسانية التي تعتنقها الدولة والتي تجلت في أبهى صورها قيم الخير والعطاء والتكافل والتعايش.

زمن كورونا هذا أظهر أجمل ما فينا كما أظهر بعض السلوكات السلبية في القلة منا. الالتزام وحب الوطن والمسؤولية المجتمعية وعمل الخير هي من القيم الجميلة التي رأيناها تتجلى في أبهى صورها في زمن كورونا. فالتكافل والتراحم والإسراع إلى مد يد العون والعطاء من أجمل القيم التي أثلجت صدورنا ونحن نراها تتجلى في إطعام الفقراء والعمال والأسر المتعففة والعمالة الغير منتظمة.

الالتزام بالإجراءات الاحترازية من قبل الغالبية العظمى من المواطنين يعكس وعي الفرد وإحساسه بالمسؤولية المجتمعية تجاه نفسه ومجتمعه. في الوقت نفسه نرى أقلية مستهترة ممن فقدت حس المسؤولية الاجتماعية تخالف الإجراءات الاحترازية وتختلق الفرص والأعذار لكسر القوانين ومخالفة الإجراءات التي وضعتها الدولة لحمايتنا الأمر الذي ساهم في نقل العدوى وتفشي الوباء بيننا.

ويمكن أن يكون أسوأ ما في الأمر كله أن تلك الأقلية تعمل ضد مصالح الأغلبية وتساهم في التأثير سلباً في جهود الدولة والمجتمع الهادفة إلى التخفيف من آثار الوباء.
إن هذه الأقلية ممن فقدت حس المسؤولية الاجتماعية تستحق منا ليس فقط التشهير بل العقاب الرادع نتيجة سوء عملها.

ولا شك في أن هذه الأزمة سوف تنتهي قريباً وسنظل نعمل مع العالم أجمع في مقاومة تأثيراتها، ولكن مقاومتنا سوف تكون أقوى بتكاتف الجهود ووضع الخطط والاستراتيجيات لمرحلة ما بعد الوباء. فكل أملنا أن يكون الوعي هو نبراسنا والمسؤولية المجتمعية هدفنا لبناء مجتمع مستقر آمن.

إن أزمة كورونا هي أزمة صحية عابرة ولكنها سوف تظل في ذاكرتنا لعقود طويلة قادمة تذكرنا بقيمنا النبيلة وبضرورة التحلي بحس المسؤولية الجماعية. إنها لا شك أزمة أخرجت أجمل ما فينا تماماً كما أخرجت أسوأ ما في البشر من أنانية مفرطة وغياب حس المسؤولية الجماعية. لقد أظهرت الأزمة أنه من القيم المهمة التي يجب أن يتحلى بها الفرد هو حس المسؤولية الاجتماعية لأنه من ضرورات التعايش الإنساني.

Related posts

Leave a Comment