الشريف البروفيسور الدكتور علـي مهـران هشـام
( الحاصل علي الجائزة العالمية للابداع البيئي – اليابان 2001)
يحتفل العالم من كل عام في الخامس من يونيه بيوم البيئة ، والذي كان أحد نتائج مؤتمر ستوكهولم بالسويد عام 1972و المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، والذي عقد تحت رعاية الأمم المتحدة، حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو حيث تدرك الأمم المتحدة أن حماية البيئة البشرية وتحسينها هي مسألة رئيسية تؤثر على رفاه الشعوب والتنمية الاقتصادية في كل أنحاء العالم.
لقد كان هذا المؤتمر بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، وصياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
ساهم اليوم العالمي للبيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على زيادة الوعي وتوليد رأي عام دولي وشعبي حول المخاوف المتنامية للاضرار بالبيئة مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة وزيادة مساحة التصحر وتقليص المساحات الخضراء وحرق الغابات والسكونة الكونية المتزايدة وزيادةمعدلات الضجيج والنفايات بكل صورها واشكالها وانتشار الفيروسات والبكتريا والمكروبات وتدني معدلات الصحة لدي البشر وندرة المياه والغذاء الصحي وعدم تعزيز الطاقة النظيفة والمستدامة وغيرها من مشاكل الفقر والظلم وغياب العدالة الدولية وتقديم المنفعة المادية علي الاحتياجات البيئية وغياب التوازن الطبيعي بين احتياجات الصناعة والتنمية ومتطلبات البيئة واحتياجات الاجيال القادمة ، اضافة الي مشاكل الحدود والمياه والطاقة بين الدول مما ساعد علي القلاقل والمشاحنات بل الحروب بين الدول . لقد تطور اليوم العالمي للبيئة ليصبح منصة عالمية نحو اتخاذ اقتراحات وبرامج و إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة وان الضرر يصيب الكل والمنفعة لتعمير كوكب الارض واستمرار الحياة بامان وسلام .
علي كل حال، يشارك الملايين من الناس في كل كدن العالم بهذه المناسبة ، مما يساعد على إحداث تغيير في سلوكيات وعادات البشر في التعامل مع الموارد والمعطيات الطبيعية والبيئية ، وكذلك في نعزيز السياسة البيئية الوطنية والدولية نحو رفاهية وصحة البشر والبيئة.
عموما، تحث الأمم المتحدة ومنظومتها الشاملة الحكومات والمنظمات ومؤسسات المجتمع المدني على الاضطلاع بهذا اليوم كل عام، بالقيام بنشاطات متعددة على مستوى المحلي والوطني والاقليمي والعالمي ، والتأكيد علي الحفاظ على البيئة وتعزيزها، من أجل زيادة زيادة الوعي البيئي .
أھداف برنامج الأمم المتحدة للبیئة :
# رصد كافة القضايا البیئیة، ووضع التقییم لھا وتوجیه الإنذار
المبكر لاتخاذ الإجراءات الحاسمة فیما يخص سلامة البیئة ومواردھا
تشجیع الأنشطة البیئیة فى مختلف أنحاء العالم. #
.زيادة الوعى بالقضايا البیئیة #
تقديم الدعم الكامل من خلال تقديم المعلومات وإتاحتھا للجميع.#
# تقديم المشورة الفنیة والقانونیة للحكومات والمؤسسات المعنیة بالبیئة فى مختلف دول العالم.
عموما، كان موضوع يوم البيئة العالمي لعام 2019 هو:
“” دحر تلوث الهواء “”، وهو دعوة للعمل في التصدي لهذه الأزمة العالمية. ويدعو هذا الشعار والذي اختارته الصين بوصفها الدولة المضيفة لاعتبار كيفية تغيير النمط المعيشي اليومي لدي البشر للتخفيف من كمية تلوث الهواء التي يسببها السلوك الخاطئ ، فضلا عن مساهمته في الحد من الاحترار العالمي وتأثيره على الصحة.
يساعد فهم أنواع التلوث المختلفة وكيفية تأثيرها في الصحة والبيئة في العمل نحو تحسين جودة الهواء في المحيط العام ويتنفس ستة من كل عشرة أشخاص في العالم هواء ملوثا بمستويات تتجاوز المستويات المأمونة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية.
- المعيشة المنزلية *
ان أحد الاسباب الرئيسية لتلوث الهواء : حرق الوقود الأحفوري والخشب وأنواع الوقود الأخرى القائمة على الكتلة الحيوية والمستخدمة في الطبخ والتدفئة والإنارة. ويتسبب تلوث الهواء الداخلي بما يقرب من 3.8 مليون وفاة مبكرة في كل عام، والغالبية العظمى منها في الدول النامية
* الصناعة : وتُعد محطات توليد الطاقة التي تعمل بحرق الفحم مساهما رئيسيا في التلوث، بينما تشكل مولدات الديزل مصدر قلق متزايد في المناطق خارج شبكة الطاقة الحكومية
* النقل : يتسبب قطاع النقل العالمي في أكثر من ربع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في المجالات المرتبطة بالطاقة وترتفع هذه النسبة في تزايد مستمر، وتتسبب تلك الانبعاثات بما يقرب من 400 ألف وفاة مبكرة..
* الزراعة : هناك مصدران رئيسيان للتلوث الهواء في مجال الزراعة الحيوانات التي تنتح الميثان والأمونيا، وحرق النفايات الزراعية والتي تؤثر علي الاستخدامات الزراعية والاحراج .
* النفايات :يؤدي حرق النفايات المفتوحة، والنفايات العضوية المدفونة، في إصدار الايدوكسيدات الضارة والميثان والكربون الأسود في الهواء. وعلى الصعيد العالمي، يُحرق ما يقرب من 40% من النفايات بصورة مباشرة وعلنية في الهواء الطلق.
* النشاطات البشرية الجائرة والحروب والظواهرالاخري مثل الإنفجارات والعواصف الترابية والرملية وتغيير جيولوجية الارض وغيرها من العمليات الطبيعية التي تسبب قلق ورعب وتوتر ومشاكل كثيرة للتوازن الفطري والطبيعي للحياة .
رغم الرعب العالمي من جائحة فيروس كورونا ، كوفيد- 19والذي قتل أكثر من مائة الف شخص في الولايات المتحدة الامريكية فقط والتي تمثل أقوي دولة في البر والبحر في الوقت الراهن ( عسكريا – اقتصاديا – علميا –ماليا – تكنولوجيا …) ، فان العالم- كل العالم ، بشرا وشجرا وحجرا – يحتاج بالحاح في الوقت الحالي والمستقبل الي الالفة والتواضع والاخلاق والامانة والتعاون والايثار وتبادل المنفعة والتعامل بحكمة وسلوك رشيد والبعد عن اللامبالاة والتواكل والسلبية وأحترام الغير والقوانين الانسانية ، ولعل اليوم العالمي للبيئة 2020 يكون البداية لتحقيق الأهداف النبيل ة والسامية وتلك الفضائل والقيم الانسانية الخالدة من أجل أستمرار الحياة بصحة وأمان وسعادة وسلام علي كوكب الارض.
تستضيف كولومبيا مشاركة مع ألمانيا احتفالات يوم البيئة العالمي لعام 2020 تحت شعار “” التنوع البيولوجي “” ، حيث تحتل كولومبيا المرتبة الأولى في تنوع أنواع الطيور والثانية في النباتات والفراشات وأسماك المياه العذبة والبرمائيات. ويوجد فيها عدة مناطق ذات تنوع بيولوجي عالٍي في النظم الإيكولوجية ، مع مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع المستوطنة. كما أن لديها جزءاً من غابات الأمازون المطيرة وايضا النظم الإيكولوجية الرطبة.
وخلاصة القول ، فان الأهداف المنشودة من التنمية المستدامة هي معالجة العوامل ذات الصلة بالفقر، والجوع، والصحة، والطاقة والاستهلاك والإنتاج المستدامين، والغذاء والمياه، والمدن، المناخ، و الحدود المائية والأرض والتراث البشري . لذلك تكرس الأمم المتحدة للبيئة جهودها لحماية البيئة ولفت نظر الحكومات ومتخذي القرار وجميع المنظمات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والاعلام و ومنظمات حقوق الانسان باليوم العالمي للبيئة وتعويو الكوادر القيادية وتشجيع إقامة الشراكات في مجال حماية البيئة عن طريق تمكين الأمم والشعوب لتحسين نوعية الحياة بجودة وأمان دون المساس بحقوق أجيال المستقبل .
دعوة من أجل صحتنا …وسلامة أوطاننا…## ##
إنني أدعو كافة المؤسسات والمنظمات والقطاع الخاص والعام ومتخذي القرار ومنظمات المجتمع المدني وجل المهتمين بصحة الانسان واستمرار الحياة بأمان وسلام علي كوكب الارض ورجال الفكر والاعلام وجميع الأفراد والشعوب في بلدي الحبيب مصــر… وكافة الأقطار العربية ودول العالم ، أن يكون اليوم العالمي للبيئة الموافق الجمعة 5 يونيه 2020 خاليا من الدخان بكل صوره وأشكاله ومصادره …. لنكن ايجابيبن … يوم فقط في العام … نجعل السماء فيه صافية وخالية من الملوثات .. ونتنفس هواءا نقيا.. .. ونتنفس هواءا نقيا.
والله المستعان،،