الشريف البروفيسور الدكتور علـي مهـران هشـام
( الحاصل علي الجائزة العالمية للابداع البيئي – اليابان 2001)
يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة التبغ أو الامتناع عن التدخين في 31 مايو من كل عام حيث أقرت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية ًWHO ) ( اليوم العالمي لمكافحة التبغ في 1987. وهي المناسبة التي تسعى لتركيز الانتباه العالمي نحو الآثار السلبية والضارة للتبغ والتدخين ( سجائر – شيشة – سيجار – تدخين الكتروني ) وآثاره المدمرة والسلبية علي البيئة والمحيط الحيوي و الصحة العامة وتذكير البشر بالمخاطر الكبيرة والمتعددة التي يسببها التدخين سواء على حياة الأفراد أو على النواحي الاقتصادية للأسر والمجتمعات معا ، إضافة إلي الاضرار بالثروات الطبيعية والمحاصيل الزراعية التي تتعرض للحرائق بفعل لفافة تبغ قد يلقيها مستهتر أو عابث . إن تفعيل إجراءات المكافحة والسيطرة على هذا الوباء الخطير يمثل مصلحة مشتركة للجميع. تدعم منظمة الصحة العالمية إلي مكافحة التدخين من خلال عدة أنماط وحوافز مثل تقديم جائزة في اليوم العالمي لمكافحة التبغ إلى المنظمات والأشخاص الذين يقدمون اسهامات استثنائية وفعالة وابداعية نحو مكافحة التبغ والامتناع عن التدخين . في 31 مايو 2008 دعت المنظمة الدولية لحظر تام ونهائي على اعلانات السجائر، حيث أشارت المنظمة إلي الدراسات التي أثبتت أن هناك علاقة قوية بين اعلانات منتجات التبغ والسجائر وتشجيعها علي بداية التدخين وخاصة بين النشئ والشباب.
إن الهدف الاصيل لليوم العالمي للامتناع عن التدخين هو حماية الأجيال الحالية والقادمة من هذه العواقب الصحية المدمرة، إضافة إلي الكوارث الاجتماعية ( الانحراف – الجريمة – الفقر ) والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض للملوثات الناتجة عنه .
علي كل حال ، يدشن العالم هذه المناسبة لعام 2020 تحت شعار ” انكشف سر دوائر صناعة التبغ ” ، حيث ستكشف الحملة العالمية مزاعم دوائر صناعة التبغ وتفضح الأساليب الملتوية التي تستخدمها ( أنفقت شركات التبغ أكثر من 8 مليارات دولار أمريكي على التسويق والإعلانات )، وستزود المنظمة الشباب بالمعارف اللازمة للكشف بسهولة عن محاولاتها التلاعب بهم وتمنحهم الأدوات اللازمة لرفض هذه الأساليب، وتمكنهم بذلك من التصدي لها ، مثل ورش العمل والدورات التدريبية .
تدعو المنظمة جميع الشباب إلى الانضمام إلي جيل خالياً من تعاطي التبغ.
وتشير الاحصائيات إلي أن تعاطي التبغ يتسبب في قتل أكثر من ثمانية ملايين شخص في العالم كل عام ، ناهيك عن الموتي بطرق غير مباسرة. تكمن المشكلة الأكبر، في أن حوالي مليون وربع شخص من غير المدخنين يتأثرون سلبيا بدخان التبغ بشكل غير مباشر. ويعتبر تدخين التبغ عاملاً معروفاً من عوامل خطر الإصابة بعدة أمراض تنفسية وصدرية كما أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات معقدة عند إصابتهم بفيروس كورونا المستجد ، كوفيد-19 والذي يستهدف الجهاز التنفسي مقارنة بغير المدخنين.
لقد أحدث فيروس كورونا هلعا وهلاكا وتغييرا في نمط الحياة في كل دول العالم بل أجبر البشر علي البقاء في بيوتهم ، وحيث أن مراكز الابحاث الطبية والعلماء لايزالون حتي الان يتاسبقون نحو إيجاد مصل أوعقار ناجع لقتل هذا الفيروس المتحور وايقاف نشاطه، فإننا نناشد كل الناس إلي الالتزام بالتعليمات الصحية والمجتمعية والتزام مساكنهم بقدر الاستطاعة واتخاذ التدابير الصحية الاحترازية مثل التحلي بالاخلاق والايجابية والنظافة الشخصية والعامة ولبس الكمامةالصحية وقناع اليدين والتباعد بين الافراد في البنوك والمتاجر والمصالح الحكومية والمواصلات وعند قضاء المصالح الضرورية، فالأمر يتعلق بحياة البشر والاسر واستمرار عمارة الكون .
إن تعزيز الثقافة التوعية والسلوك الرشيد بين جميع فئات المجتمع من خلال الثقافة الشعبية وسرد القدوة والرموز المجتمعبة ، وسائل التواصل الاجتماعي ، في المنزل ، أو في المدارس والجامعات ، النوادي ومراكز الشباب ، المساجد والكنائس ، كل ذلك يمثل أدوات فعالة لحماية الشباب والاجيال القادمة من الأمراض القاتلة الناجمة عن التدخين وتدني المناعة الشخصية وتحفيز التغيير من خلال إشراك كل المجتمع في مكافحة التبغ والتخلي عن التدخين.
وخلاصة القول، في اليوم العالمي لمكافحة التدخين والامتناع عن التبغ ، فإنني أقترح وأدعو متخذي القرار في بلدي مصر أن يلزموا بأي وسيلة كانت كافة أفراد المجتمع بالتوقف عن التدخين حتي يوم 5 يونيه ( سواء كان طواعية أو حتي إجباريا ) وهواليوم العالمي للبيئة ، ولنا عنده وقفة إن شاء الله..وياليت لوانضمت المجتمعات العربية أوحتي الشعوب في كل دول العالم لهذه الدعوة الصحية لحماية الكون.