عبدالحميدشومان
بعض الحكومات في دول العالم بدأت التعايش مع وباء كورونا والبعض الآخر يمهد تسهيلاً لعودة أنشطته مع مواصلة العزل بصرامة حتى تتضح الصورة ومن المحتمل ألا تعود الأمور إلى سابق عهدها، لأن تطوير اللقاح سيأخذ شهوراً وستغلب الحيطةُ والخوفُ على حركة السفر والخدمات، لكن سيكون هناك نوع من الأمان موجود إذا ما تم الالتزام التام بما تصدره الجهات الصحية من إرشادات ونصائح في كيفية التعامل مع الوسط المجتمعي بما يسمح بإعادة الأمور إلى نصابها في انتظار اللقاح. ولنعلم جميعا انه كلما طالت فترة الإغلاق التام تضاعفت الأضرار الاقتصادية وتباطأ مسار التعافي فلا أحد يعرف إلى أي حد سيكون استئناف الحياة الطبيعية آمناً.
وعلمنا التاريخ بأن كل الأوبئة العابرة للقارات التي عرفتها البشرية أعقبتها متغيرات فكرية واجتماعية وتحالفات سياسية وهنا يتوجب أهمية بلورة نظرة إنسانية استراتيجية شاملة تعيد الاعتبار لكل من تأثر سلباً بالأبعاد والتداعيات المختلفة لانتشار الوباء الشامل عالمياً وإقليمياً.
من المبكر الحديث عن استنتاجات وخلاصات يمكن الحديث عنها حول المرحلة القاسية التي يعيشها العالم لكنّ التفكيرَ الأنانيَّ سيؤدي بدول العالم إلى مزيد من الكبوات، فإذا قامت عدد من الدول بتجاهل تام للدول الأخرى ستكون النتيجة فوضى وأزمة عميقة، فوباء «كورونا» وضع العالم أمام اختبار حقيقي على مستوى الممارسة والمسؤولية الجماعية في مواجهة تداعيات هذه الأزمة الصحية التي أنتجت أزمات اقتصادية واجتماعية، نحن بحاجة إلى خطة عمل عالمية مشتركة تضمن عدم تفشي الفقر والجوع مباشرة بعد انحسار الجائحة.