الشريف البروفيسور الدكتور علي مهران هشام..
يسعي الإنسان دوما وبجد وتفاني الي تحقيق أهداف كثيرة يري انها ستحقق له السعادة والأمان الاقتصادي والاجتماعي والروحي له ولأهله طوال حياته… وهذه أهداف مشروعة.. ولكن قد يغلب عليها الرغبات والاحتياجات الدنيوية والسائدة بين معظم طبقات وفئات المجتمعات سواء الغنية منها أو الفقيرة.. ولكن لابد من التوقف و لو للحظات للتفكير وعدم.. فناء العمر في رغبات مادية. ( مزارع.. أراضي… متاجر.. مصانع.. عقارات.. الخ) .. فرغم اهميتها لتعمير الكون واستمراريته.. فهناك قيم وسلوكيات وأخلاقيات وفضائل هي الأهم لأنها الضامن والستار اليقيني علي ديمومة واستمرار هذه الاهداف التنموية بأمان وسلام وصحة واطمئنان… والعبرة لاتزال بين أيدينا.. وهي دليل لايقبل الشك أو الجدال… فهذا فيروس كورونا المستجد كوفيد ١٩ والذي لايري بالعين المجردة… اوقفف حركة وطريقة العيش في كل دول العالم.. وسيذكر التاريخ عام ٢٠٢٠ في صفحات الدرس والعظمة والتعلم وضرورة التحلي بالأخلاق والايثار والفضائل والتواضع وان الإنسانية واحدة وسلامة كوكب الأرض لنجدة الجميع.. وان الهواء الذي يتنفسه البشر لايعرف حدودا إدارية أو جغرافية أو ايدولوجيات..
علي كل حال، يقول الإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام وكرم الله وجهه : لن يقاسمك الوجع صديق ، ولن يتحمل عنك اﻷلم حبيب ، ولن يسهر بدﻻ منك قريب ، اعتن بنفسك ، واحمها ، ودللها وﻻتعطي اﻷحداث فوق ما تستحق . تأكد حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك ، وحين تنهزم لن ينصرك سوى إرادتك ، فقدرتك على الوقوف مرة أخرى لا يملكها سواك ، لا تبحث عن قيمتك في أعين الناس . ابحث عنها في ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .. وإذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك !. لا تحمل هم الدنيا فإنها لله ، ولا تحمل همَّ الرزق فإنه من الله ، ولا تحمل هم المستقبل فإنه بيد الله .
فقط احمل همًا واحدًا كيف ترضي الله .. لأنك لو أرضيت الله رضي عنك وأرضاك وكفاك وأغناك .
ﻻ ﺗﻴﺄﺱ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺑﻜﺖ ﻗﻠﺒﻚ .. ﻭﻗﻞ ﻳﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻮﺿﻨﻲ ﺧﻴﺮًﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍلآﺧﺮﺓ .. ﻓﺎﻟﺤﺰﻥ ﻳﺮﺣﻞ ﺑﺴﺠﺪﺓ .. ﻭﺍﻟﻔﺮﺡ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﺪﻋﻮﺓ .. لن ينسَ الله خيراً قدمته ، وهمًا فرّجته ، وعينًا كادت أن تبكي فأسعدتها !
عش حياتك على مبدأ :
* كن مُحسنًا حتى وإن لم تلق إحسانًا ، ليس لأجلهم بل لأن الله يحب المُحسن .. ارخي يدك بالصدقة تُرخى حبال المصائب من على عاتقك .
واعلم أن حاجتك إلى الصدقة أشد من حاجة من تتصدق عليه .. ## ومما يذكره الفيلسوف الدكتور مصطفي محمود رحمه الله في كتاباته… لماذا لا يحترم الإعلام في الكثير من الدول العربية روحانيات شهر رمضان المبارك ؟!
ولماذا ينتظر الكثير من البشر شهر رمضان كشهر للترفيه والتسالي والولائم بدلاً من الراحة الروحانية والتحلي بادابه واخلاقياته؟ يقول الدكتور والفيل سوف مصطفي محمود رحمه الله وكأنه يعيش بيننا الان… أنا لست شيخا ولا داعية ولا فقيها ، ولكني أفهم الآن لماذا كانت والتى البسيطة رحمها الله تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان… مرت سنوات أخذتني دوامة الحياة واغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسه سؤالي الطفولي حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم في الركن الآخر من الكرة الأرضية ، وكان ذلك الرجل هو عامل أمريكي في محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود في طريق عملي وفي اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتي فإذا بي أجد ذلك الرجل منهمكا في وضع اقفال ثلاجة الخمور، وعندما عاد للكاشير لمحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث العهد بقوانين أمريكا : لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة؟؟ فأجابني ” هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور قي ليلة يوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح ” نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية… لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟ قال الرجل ” الإحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الإحترام فقدنا كل شيء”
الاحترام …. (الإحترام) ظلت هذه الكلمة تدور في عقلى لأيام وأيام بعد هذه الليلة… فالخمر غير محرم عن الكثير من المسيحين في أمريكا ولكن المسألة ليست بالحلال أو حرام .. إنها مسألة احترام .. فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام.. وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف!
اتمنى ان نحترم شهر القرآن، ونعرف ماذا نشاهد، من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )… نحن على قناعة ان إعلامنا نزع مفردة الإحترام من قاموسه.. هل يجب علينا ان نتحلى بقليل من الاحترام ونوجه شاشة التلفاز في اتجاه الحائط كما كانت تفعل امهاتنا البسطاء والحكماء بالفطرة منذ عشرات السنين. فالعمر في الدنيا مهما طال فكأنما دخلت من باب وخرجت من الباب المقابل…والحكمة تتطلب ان تعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا… وان تعمل لاخرتك كأنك تموت غدا.. متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية والأمن والسلامة وطول العمر في صحة وعمل الخير وتعاون وإيمان…وان تكون فضيلة ” الرضا ” هي كل حياتك..ففيها سعادتك.. وتذكر قول المصطفي صلي الله عليه وسلم وعلي ال بيته الطاهرين الصادقين الاخيار: ( من أصبح آمنا في سربه، معافي في جسده،
عنده قوت يومه، فكانما حيزت له الدنيا ). وقال الحبيب عليه وعلي إل بيته أفضل الصلوات واذكي السلام : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ).
والله المستعان.