الشريف البروفيسور الدكتور علي مهران هشام
يحتفل العالم في يوم 22 أبريل من كل عام بيوم الأرض بهدف اظهار الدعم للبيئة
يمر اليوم خمسون عاما علي اول ظهور ليوم الأرض ، عندما خرج واحتج عدة ملايين من البشر في عام 1970 م في شوارع امريكا وغيرها واعلنوا عن الغضب والانزعاج من انسكابات النفط والضباب الدخاني Fog & Smoke) ) والأنهار الملوثة وهو ما اعتبروه أزمة وكارثة بيئية. مما أجبر الحكومات على اتخاذ إجراءات ملموسة لحماية البيئة ، بما في ذلك إصدار قوانين وتشريعات بيئية وإنشاء وزارات وادارات ووكالات ومنظمات ومؤسسات ومراكز بيئية، إضافة إلى هذه النتائج العملية الملموسة.
يحمل احتفال هذا العام 2020 شعار ” أهمية التنوع البيولوجي في البشر” ، حيث يتزامن مع السنة المتميزة للتنوع البيولوجي ( 2011- 2020م ) بوصفه مؤشر علي صحة الأرض . ويشكل فيروس كورونا المستجد كوبيد – 2019 الذي شغل ويشغل كل الناس في الكون الهم الاكبر للبشر والجغرافيا والتاريخ والسياسة والصحة والعلم والاقتصاد والحكومات والعلماء ، والاخطر ان يمتد خطره إلى التنوع البيولوجي ايضا. هناك قلق متزايد بشأن العواقب الصحية لفقدان التنوع البيولوجي وتغيره حيث تؤثر تغيرات التنوع البيولوجي في عمل النظام الإيكولوجي ووقوع اختلالات كبيرة في النظم الإيكولوجية مما سنعكس بالسلب على الزراعة والاسماك والكائنات والطاقة والسلع والخدمات الضرورية لاستمرار الحياة بسلام وامان علي كوكب الارض . وتشمل العلاقات المتشابكة والمعقدة بين الصحة والتنوع البيولوجي في قضايا الغذاء والمياه والطاقة والتعليم والدواء والبحوث الصحية أو الطب التقليدي وكذلك الفيروسات والبكتريا والأمراض المعدية المعروفة او التي ستحدث في المستقبل والتي تروع صحة وحياة البشر في كل مكان . أيضا ستؤثر التغيرات في توزيع النباتات، ومسببات الأمراض والحيوانات، وحتى في المستوطنات البشرية، ناهيك عن تاثر الكل بتغير المناخ والسخونة الكونية والحروب والمنازعات والمشاحنات بين الاقاليم والدول وحتي الافراد. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإن التنوع البيولوجي في تدهور متواصل في جميع أنحاء العالم وبمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية. حيث تشير التقديرات إلى أن اكثر من مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهددة بالانقراض ، كما تشير تقارير الأمم المتحدة للبيئة ، أن كل اربعة أشهر ، يحدث مرض معد جديد يتفشي بين البشر وأن 75 % من هذه الأمراض المتطورة تأتي من الحيوانات. وتوضح هذه الدراسات العلاقات القوية القائمة بين صحة الإنسان والحيوان والصحة البيئية. عموما، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 278 /63 في 2009، باعتبتر يوم 22 أبريل يوماً دولياً لأمن وسلامة الأرض ، سعيا منها لتحقيق التوازن العادل بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأجيال الحالية والمستقبلية، ولتعزيز الانسجام والتوازن مع الطبيعة والأرض واحتياجات التقنية والصناعة والانسان .
لقد أدت الأنشطة البشرية غير الرشيدة والجائرة إلى تغييرات كبيرة في البيئة. من خلال تغيير استخدام الأراضي سواء للاستيطان اوالزراعة وقطع الأشجار والصناعات الاستخراجية أو الصناعات الأخرى والبنية التحتية المرتبطة بها . ووفقاً لتقرير الحدود لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن الأمراض الحيوانية المنشأ هي أمراض انتهازية وتزدهر حيث توجد تغيرات في البيئة، أو تغيرات في الحيوانات المضيفة للحيوانات أو البشر، أو تغيرات في العامل الممرض نفسه.
والخلاصة ، الحدود الجغرافية والادارية و التزرع بالتاؤيخ والتفوق المالي او التقني او العسكري او البشري لم يقف سدا منيعا لحماية الجزء في الكل . بل انكشف الجميع وظهر الانكساره و الضعف وقلة الحيلة وسالت دموع الزعماء في كل ربوع العالم، اصبح الحل يكمن في العدل والعدالة والتعاون والمحبة والتكافل والمعاملات الحسنة والتواضع والايثار والرزق الحلال والطيبات من القول والرجوع الي رب السماء والارض .. ولكن لناخذ بالاسباب ثم ندعو الله . فالكل للكل ِALL FOR ALL وصدق الله العظيم : ( والله غالب علي امره ولكن اكثر الناس لايعلمون ) “” سورة يوسف – الاية 21 “”
والله المستعان.