عبدالحميد شومان
منذ اسبوع مضى حتى اليوم ولا يخلوا منزل من الحديث عن عيد الحب ورسائل وبوستات وصور… سيطرة تامه على العقول والأحاديث عن عيد الحب والفلانتين والترتيب لإحياء ذكراه لينعم فيه كل محب بحبيبه.. حالمًون وواهمًون وكأن هذا الحب الماسخ المشوه الفلانتيني التافه هو رمز الحب وأيقونته ليس فحسب عند من صدروه لنا بل لدى الكثير منا للأسف الشديد. ولمثل هؤلاء المخدوعين الجاهلين أقول لهم: إذا أردتم أن تعلموا ما الحب الحقيقي وتتعلموه فانظروا في ديننا الإسلامي لتروا حقيقته ونماذجه التي ينبغي علينا التأسي به في حياة تعاش ومنهج يتبع بدلاً من هذا الفلانتين المزعوم.
ومن المزعج بل والمحزن ان نرى كيانات ومؤسسات بدأت تحشد الجماهير وتوفر لهم التذاكر ووسائل النقل الي أماكن الاحتفالات بهذا المدعو الفلانتين. ويدلنا ربنا سبحانه ورسوله صلي الله عليه وسلم عن الأساس الرئيس للحب في قوله تعالى “قل إن كنتم تحبون اللَّه فاتبعوني يحببكم اللَّه ويغفر لكم ذنوبكم واللَّه غفور رحيم”؛
بل صرح الرب العلي في كتابه الكريم بمن يحبهم، وأوجب حبه لهم في نماذج ثمانية هم المتون والمحسنون والتوابون والصابرون والمقسطون والمتوكلون والمُطَّهِّرون والمُتطهِّرون والذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص. ومن بعض الصور الكثيرة في حب الصحابة للنبي ما حدث في غزوة أحد حين حاصر المشركون الرسول فسارع المسلمون إليه يفدونه بأرواحهم بسياج بأجسادهم وسلاحهم فهذا أبوطلحة يسور نفسه بين يدي النبي رافعًا صدره ليقيه من سهام العدو قائلاً له:
“نحري دون نحرك يا رسول الله”، وهذا أبودجانة يحمي ظهر النبي والسهام تقع عليه ولا يتحرك، حتى صار كالقنفد من كثرة السهام في ظهره، وهذا مالك بن سنان يمتص الدم من وجنته حتى أنقاه، وهذه امرأة من بني دينار، استشهد زوجها وأخوها وأبوها مع النبي فلما نعوهم لها قالت: “ما فعل رسول الله؟، قالوا:
خيرًا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين قالت أرونيه حتى أنظر إليه فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل أي صغيرة وهكذا تتعدد نماذج الحب المختلفة التي يعلمنا إياها نبينا ومنها حب الوطن والزوجة والأبناء والدين وغيره فهل نتعلم الحب الحقيقي منه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم – ؟.