كتب.سلامه فراج
في بداية حديثي سأنوه بأنني سأتحدث من وجه نظر شخصية ،لا علمية ،أو فلسفية ،أو بحثية ،وقد تتفق آرائي مع شخص ،وتتعارض مع أخر ،وفي النهاية ،الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
الشعور (بالقهر والضعف والانكسار)
الشعور به هو هم قاتل مميت مرض غير مزمن ليس له علاج ،وباء ينهش الفكر والوعي والعقل، قاتل يقتل الإنسانية ، لص يسرق الراحة والسعادة ،فاسد يفسد الذوق والرقة والجمال.
والسؤال الذي ألح علي فكري هو لماذا الكثير جدا في هذه الأيام بداء يشعر بهذا الشعور؟ الشعور ( بالقهر والضعف والانكسار)
من أين يأتي وكيف يحدث؟
وللإجابة علي هذا الطرح من السؤال كان يجب أن ابحث كثيرا في جميع الاتجاهات، والعوامل المتعلقة بالحياة الاجتماعية ،والاقتصادية التي نعيش فيها هذه الأيام .
وعندما تمعنت النظر، وكثفت البحث لإيجاد الأسباب والعوامل ،التي تؤدي بنا ألي الإحساس بهذا الشعور،
وجدت الكثير والكثير من المسببات والعوامل التي لا تعد ولا تحصي ،وسأتناول بالشرح عددا منها في الكلمات القليلة الآتية .
عندما يوجد لنا حقوق مشروعه ،وحقيقية ونسع بكل الطرق للحصول عليها ونحاول أثبات أنها لنا وجزء منا ،ونصرخ بأعلي صوت ،ولا احد يسمعنا ،ونفشل في إيصال صوتنا حينها نشعر بأننا مظلومون ،وحينها يتوالد عندنا الشعور
(بالقهر والضعف والانكسار ).
عندما نكون صادقين مع أنفسنا والآخرين مؤكدين أننا أصحاب رأي صائب، ومبدأ صحيح وفكر ناضج ومفهوم واضح ، ويأتي آخرون ساعيين وبكل بساطه لإثبات عكس ذلك ونحاول بشتا الطرق أن نثبت كل ما يدل علي صدق رويتنا ،وفعلانا ،وعملنا، ومبدئنا ،ولا نستطيع أثبات ذلك ،وفي النهاية نصل لفشل حقيقي ،حينها نصبح
تربة خصبة لهذا الفيروس اللعين من الشعور،
(بالقهر والضعف والانكسار)
ومن العوامل والأسباب الآخرة التي تؤدي بنا للوصول لهذا الإحساس والشعور !
هو عندما تتواجد فينا كل عوامل النجاح، وسبل التقدم، وتتوافر بنا كل المؤهلات الجيدة التي تساعد علي النجاح ،والارتقاء من علم وثقافة ومواهب وأفكار، قد تساهم في نجاح الآخرين ولكن لا تساهم ولا تساعد في نجاحنا ،هنا نكون بكل تأكيد قد وقعنا في هذا البائر العميق الذي في بعض الأحيان يكون الخروج منه صعب جدا علي من سقطوه فيه .
ومن العوامل والمسببات الآخرة التي تساعد علي توالد هذا الشعور !
عندما نحب بصدق ،ونفعل كل ما بوسعنا لإرضاء وإسعاد من نحب .
ونقدم المزيد والمزيد من التنازلات ،ونضحي بكل عزيز وغالي ، من اجل إسعاد من نحب ،
وتكون نتيجة ما قدمناه ،مخالفه لما ننتظره من مقابل ،وتكون حامله في طياتها ،الغدر والخيانة والنكران ،أيضا هنا نتصدر قمة الفشل ونكون وقعنا بالفعل ،
في براثين وشباك الشعور ب
(الضعف والقهر والانكسار) .
ومن العوامل الكثيرة الآخرة التي تعصف بنا ألي الإحساس بهذا الشعور !
هي عندما نتعب ونكافح ونتشبث بالأمل ونبتعد عن اليأس ، ونسقط ونقف محاولين من جديد دون توقف ،أو خوف ،أو تخاذل ،أو انهزام
و بشتي الطرق الوصول ألي النجاح وبعد محاولات كثيرة، للوصول ألي هذا النجاح وكلها باتت بالفشل ،هنا نكون وبدون وعي قد غصنا في بحر هذا الشعور الذي ،بحره عميق وطياره جارف وقوي ،وشواطئه متباعدة جدا ،وقد لا يستطيع امهر سباح أن ينجو من الغرق في بحر هذا الشعور (القهر والضعف والانكسار)
وأيضا يتوالد هذا الشعور داخلنا
عندما نخاف من مما حولنا ولا نجد من يطمئنا .
عندما يتركونا اعز مالنا .
عندما نفقد اعز ما نعرف.
عندما نتعب ولا نجد من يشد علي سواعدنا .
عندما نجد الكل مجتمع ،لقهرنا ،وإذلالنا وتحطيمنا .
عندما نيأس ،ونفقد الأمل ،والرجاء بمن وثقنا بهم .
هنا قد نكون وصلنا لأخر محطة في سكه اللاعودة من طريق الشعور
(بالضعف والقهر والانكسار)