النقطة الغامضة في الحوار الزوجي…
لعلنا إن بحثنا عن أكثر الأسباب المسؤولة عن ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع و انهيار الحياة الأسرية، لوجدناها تكمن في غيبة الحوار، أو بالأحرى لعدم التزامنا بالشروط الضرورية التي تجعل الحوار يفضي إلى التفاهم الذي يقرب بين وجهات النظر، و يسهم في مساعدة الزوجين على التوصل لحل لخلافاتهم، فهذا البروفيسور جون غروهول باحث، متخصص في علم النفس وله دراسات في العلاقات الإنسانية، و صاحب سلسلة مقالات “أسرار النجاح و الإخفاق في العلاقة الزوجية”. يشير إلى ذلك و يؤكده، فقد كتب مقالا مهما بعنوان:” لماذا لا يستمع؟ و لماذا لا تستمع؟” و هو في هذا المقال يعرض وجهة نظره المبنية على تجارب حقيقية و دراسات علمية، حول الفارق الجوهري بين أن نسمع ما يقوله الآخرون، و بين أن نستمع أو نصغي لما يقولون…
إن بين السمع و الاستماع مسافة كبيرة نستطيع أن نشبهها بالشخص الذي عنده إرادة و الشخص الذي لا إرادة له…فإن اجتياز هذه المسافة تُعد ضرورية من أجل التواصل بين شخص و آخر، فما بالك بالتواصل بين الزوجين..
[ad id=”1177″]
يقول الدكتور المترجم لمقال البروفسور غروهول: ” كثيراً ما واجهتني في حياتي المهنية مواقف لأزواج يشتكون من نقطة واحدة “زوجي لا يستمع، زوجتي لا تستمع”، فهل هذا ناجم عن انتشار آفة الصمم بين الأزواج؟ بالطبع لا، فالمشكلة لا تكمن في حاسة السمع، و إنما في ما هو أبعد من ذلك. يأتي الرجل إليّ و يجلس على الكرسي شاكياً من أنه لا يستطيع إيصال فكرته في خضم الحوار الزوجي العاصف، لأن زوجته، ببساطة، لا تتوقف عن مقاطعته. و حتى إن لم تفعل، فإنها في الواقع لا تمضي وقتها في الاستماع، وإنما في التحضير لمرافعتها التالية، التي عادة ما لا تكون مبنيةً على حجة الطرف الآخر، بقدر ما هي مبنية على “المونولوج” الداخلي الذي يدور في ذهنها أثناء الحوار…..
[ad id=”1177″]