العمل الخيري ونتائجه علي الفرد والمجتمع

بقلم/عبدالحميدشومان

جميعنا نسعي الى أن يصل بقلبنا إلى السعادة وما يتبعها من طمأنينة كي يعيش حياته بدرجة عالية من الاستقرار النفسي فذلك هدف يشغل الجميع ويجعلهم في ركض دائم. والعمل التطوعي أحد أهم أسرار الصحة النفسية والذي أصبح يتخذه البعض كأسلوب حياة، لأنهم وجدوا فيه شفاءهم من خلال حياة يسكن جوانبها الدفء ويملأ مساحاتها الحب، فهو ليس فقط أنت توجه لك مهام تستقطع من وقتك لتأديتها دون انتظار عوائد مادية، بل هو أن تترك شيئاً من روحك، لذلك الذي لا تعرف عنه سوى أنه انسان يحتاج إلى شيء من صفاء روحك ليتكئ عليها ويعيد بها توازنه الذي فقده بسبب الظروف التي ألمت به، هو أن تكون شعاع أمل يمزق وجه اليأس ويرسم الابتسامة على وجه شاحب فتعيد له الحياة وحقه بالفرح. وحين يفكر المرء بأن يترك جزءاً منه في دائرة العطاء، فهو يؤمن بأن ذلك سيعود إليه بقدر من الخير، فالعمل التطوعي صحة نفسية وتجديد للإنسانية والصفاء الروحي والقيم الاخلاقية. إن المتطوع يشبع حاجاته النفسية والعاطفية من خلال شعوره بفرحة الإنجاز والنجاح مما يزيده ثقة بالنفس فيصبح أكثر قدرة على تحمل المسؤولية، وذلك العطاء يعزز لديه الشعور بالحب بعد مقابلته بالتقدير والاحترام، وهذه احتياجات اجتماعية ضرورية متعلقة برغبته في الانتماء مما يجعله يقوم بتبادل الصداقة مع الآخرين بكل ود، ثم ينتج عن ذلك الاحساس بالرضا والطمأنينة النفسية. إن الانسان يحمل طاقة هائلة في نفسه تصلح للبناء كما تصلح للهدم، لذا يجب عليه اختيار ما يناسبه، ومن آثار العمل التطوعي أنه يساعد على تفريغ تلك الطاقة وتوجيهها بما تحمل من عواطف من خلال المواقف التي قد يتعرض لها أثناء عمله وتقديمه يد العون وما يلاقيه من ردود أفعال وبمشاركته لمن هم بحاجه إليه. فكل ذلك يشعره بقيمته ووجوده، وكلما كان الإنسان ممارساً للعمل التطوعي كان أكثر تحكماً بانفعالاته وأكثر صلابة وتقديراً. إن العطاء يكوّن هالة حول المتطوع تشعره بالسعادة والرضا، تشعره بأن الأرض للجميع والخير للجميع.. والسلام الحقيقي أولاً يجب أن يجد مكانه في قلب المرء قبل العالم الخارجي.

Related posts

Leave a Comment