بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
وقفة صريحة مع الذات لمعرفة إيجابياتها وسلبياتها، ليتم التغلب على نقاط الضعف وتحسين مواضع القوة.. فمحاسبة النفس ومصارحتها من أهم عوامل النجاح. مواجهة الذات تتطلب شجاعة، والكثيرون يتهربون من هذه المواجهة. المواجهة الصادقة للذات ستجعل الكثيرين يراجعون أنفسهم ليدركوا إمكاناتهم، .
فالجاهل لا يرتدع عن منكرا يفعله ، ويحسب الشر وظلم العباد من مناقبه، ويرى عمل الفساد وعدم الإيمان والضلال من فضائله ، والموعظة ودعوته للإيمان لا ينتفع بها حتى يأتيه أجله ، فيرديه جهله وخبث نفسه في أشد عقاب أعده الله له ،قال الله سبحانه وتعالي: ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) صدق الله العظيم، وفِي آيه أخرى قال سبحانه وتعالي: ( أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)، وذلِكَ ليُبرهِنَ لنا الله عز وجل عَن أهمّية تَوخّي الحَظر من الجهل، فالجهل هو أصل كل شر،
فلولا الجهل ما عبد مع الله تبارك وتعالى أحد، فكل فَساد وضلال في الأرض لَو نقّبت عَنه لوجد الجهل هو سببه ومنبعه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: “والجهل والظلم هما أصل كل شر، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً﴾.،عمل العقل البشرى وكيف أن العقل يمكن أن يشقى صاحبه حين لا يعرف قدر نفسه فتكون الفجوة هائلة بين طموحه (وربما طمعه) وإمكاناته (وربما ما يتصورها إمكاناته).
ولكن هذه الفجوة نفسها لها درجات، وهى فى أكثر درجاتها اتساعاً تجعل الإنسان يظن فى نفسه أنه المهدى المنتظر مثلاً،لذا فلنتأكد من أن أحلامنا ليست سبباً لشقائنا وشقاء المحيطين بنا ممن ننال من حقوقهم ونحن نظن أننا نحسن صنعاً، ولنجتهد أضعاف أحلامنا، ولنتقبل ضربات القدر بعقل وقلب المؤمن أن للكون خالقاً هو صاحبه والمدبر لأمرهيصادف فى نفسى هوى بعض الشعر الصوفى من قبيل: «يا ربنا ليس لنا من أمرنا إلا السكوت، يا ليتنا نرضى بما يعطَى لنا حتى نموت، والمبتلى يا ذا العلى لا يبتغى إلا النجاة، فى يسرها وعسرها ملعونة تلك الحياة، وكذا قول أحد القساوسة: «نرضى بالمر الذى يختاره الله لنا أكثر من حبنا للحلو الذى نختاره بأنفسنا»
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه