التفكير….لغة يخاطب بها الإنسان ذاته

بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال

فعندما يفكر العقل بطريقة صحيحة ، و يفهم الحقيقة ، وتكون الأفكار المودعة في بنك العقل الباطن أفكاراً بناءةً وبينها انسجام وخالية من الاضطراب فإن القوى الفاعلة العجيبة سوف تستجيب وتجلب أوضاعاً وظروفاً ملائمة ، ولكي يغير الإنسان الظروف الخارجية فإنه يتعين عليه أن يغير السبب ، والسبب هو الطريقة التي يستخدم بها الإنسان عقله وهو الوسيلة التي يفكر بها ويتصورها في عقله,وصدق الله العظيم حيث قال :” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “ولكي تحقق النجاح وتعيش سعيداً وتحيا حياة متوازنة يجب أن يشمل التغيير طريقة تفكيرك ، وأسلوب حياتك ، ونظرتك تجاه نفسك ، والناس ، والأشياء ، والموقف التي تحدث لك ، والسعي الدائم إلى تطوير جميع جوانب حياتك .

ويجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك ، في الطريقة التي تفكر بها ، والتي ستسبب لك ثورة ذهنية كبيرة قد تجعل حياتك سعادة أو تعاسه,و تحدد ثمرات التفكير الإيجابي من خلال الفلسفة التي يتبنها الإنسان الايمان لتحقيق أهدافه في هذه الحياة ،، وبما ينتج عن ذلك الإيمان بحيث يكون من لوازمه العمل الإيجابي العمل الصالح حينها يتحقق للإنسان الحياة الطيبة في الدارين.

قال الله تعالى :” من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة , فالمسلم لديه هدف سامي يتمثل في تحقيق دوره في هذه الحياة بالعبودية لله عز وجل وذلك بالتزام التفكير السليم بما تتضمنه معاني الإيمان وأركانه , يقول إدوارد ديبونو أحد أشهر الخبراء في علم التفكير :” لا يوجد هناك تعريف واحد مرضٍ للتفكير ، لأن معظم التعريفات مُرضية عند أحد مستويات التفكير ، أو عند مستوى آخر، وتعريف التفكير الذي اعتمده في كتابه : هو التقصي المدروس للخبرة من أجل غرض ما”ويعرف التفكير بوصفه مهارة بأنه :” المهارة الفعالة التي تدفع بالذكاء الفطري إلى العمل” واستنادا الى ما جرى ؛«التفكير الإيجابي» تقنية تساعد كلاً منا على الشعور بالتحسن والعيش بمزيد من الانسجام مع الحياة، فاعتماد هذا السلوك، بشكل يومي، والحفاظ عليه يساعداننا على التقليل من حجم المشاكل وإعطاء أهمية أقلّ إلى العذابات المختلفة، التي غالبًا ما تحجب جوهر الأمور.
نتعلم من خلال صقل التفكير الإيجابي كيفية التعرف بشكل أفضل إلى أنفسنا والاستفادة من كل مناسبة مهما كانت مفاجئة. يعتبر كثيرون من الفلاسفة والحكماء ورجال الدين هذا التفكير الإيجابي «مفتاحاً حقيقياً للسكينة». فهل يجب أن نؤمن به؟ وكيف ننمي هذا النوع من التفكير؟
الإيجابي :يتحكم عقلنا الباطني في حالاتنا الجسدية والفكرية، ونستطيع من خلال مخيلتنا التواصل معه. يكون لتصوراتنا ونظرتنا السلبية عادة تأثيرات مدمرة في حالتنا النفسية، لكننا نتمتع بالقدرة على تخيل كل ما هو ممكن وإيجابي. أدرك العالم أميل كويه هذا الواقع واستخلص منه طريقة معروفة للإيحاء الذاتي.

يعتقد أميل كويه أن التفكير الإيجابي يرتبط بالمخيلة لا بالإرادة، بخلاف القول المأثور «متى نريد نستطيع». فمن يعاني الأرق يريد النوم، ومدمن المخدرات يريد الإقلاع عن هذه العادة، لكن هذه الإرادة وحدها لا تكفي، بل على المريض أن يتخيل نفسه متعافياً. وهكذا ابتكر كويه طريقة تخيل بسيطة وعملية وسهلة التطبيق ومجانية، فضلاً عن أن إمكانات الإيحاء الذاتي فيه

 
 

Related posts

Leave a Comment